صدمني طلب احدى القنوات الفضائية العربية كنت حينها ضيفا في احد برامجها المباشرة ان ابتعد بقدر الامكان عن الهجوم على الحكومة اليمنية الشرعية ومع انني حاولت اقناعهم ان المشاهد اليمني والعربي يعلم ان الحكومة القابعة في فنادق الرياض مثل قطعة الجبن مليئة بالثقوب والثغرات ومن الصعب الحديث عن ظروف الحرب في اليمن دون ذكر فشل وعبث حكومة الشرعية التي لا تعرف غير الفشل والهزائم !! وقد اضاعت كل فرص الدعم الخليجي والاممي الذي لم يقدم لاحد قبلها في تحقيق اي نصر عسكري او حتى سياسي او حتى دبلوماسي
ولكن هالني بعد ذلك ان فوجئت بسيل من اللوم بسبب هجومي على الحكومة الشرعية - كما يقولون - !! متى وكيف ؟؟ يقولون انني ذكرت في سياق حديثي ان (حكومة الشرعية غير مسيطرة على الارض في اليمن ,, باستثناء جزء يسير من محافظة مارب !! مع انني حاولت بقدر الامكان تحاشي ذكر اسم حكومة الشرعية اشفاقا على فريق الاعداد والقائمين على القناة وعدم احراجهم .. ولان مسالة كهذه لاتدخل ضمن اطار -الهجوم - بل هي حقيقة يجب تقبلها وتقييم الاوضاع في اليمن على ضوء معطياتها!! الا اننيى ادركت حجم الكارثة التي يعانيها الانسان العربي عموما وهو يقع ضحية للتضليل المتعمد ووضع الاعلام في قالب واكليشة محددة لايجوز تجاوزها نحو الحقيقة الواضحة وان كانت مرة . ولان المواطن العربي واليمني عموما يملك درجة عالية من الذكاء والفطنة فسوف يتسائل بكل تاكيد ,, لو كانت حكومة الشرعية في اليمن تسيطر على الارض فلماذا تبقى في فنادق الرياض؟؟ وهنا وجب ان يدرك الناس لماذا تتعمد قنوات عربية كثيرة ان تنسب الانتصارات العسكرية التي تحققها المقاومة الجنوبية والوية العمالقه والحزام الامني الجنوبي في الساحل الغربي وفي عمق الشمال والجنوب للجيش الوطني الذي لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الحوثي ؟ بل ان الكثير من عساكر الجيش الوطني والويته واسلحته وصلت للحوثيين على طبق من ذهب ( نكاية بالشرعية كما يقال) ويتحول شمال اليمن بكامله لمجتمع حاضن للحوثيين ..بينما الجنوب يبحث عن استقلاله واستعادة دولتة ..فيعود الوضع لما قبل عام 90م بكل تفاصيله وحقائقه. .
ذلك لان الاعلام مازال في غيبوبته بعيد عن الواقع وحقائقه مكابرا ومعرضا عن الصدق .. ومازال يعتبر ذكر الجنوب كارثة ومروق عن تلك الاكليشة التي رسمها القائمون على الاعلام العربي .. مع ان النزيف الاعلامي الكاذب لا يصنع انتصارا بل يصنع اكاذيب واوهام عن جيش ودولة ( في المشمش) ليس لهم وجود غير في كشوفات المرتبات والمستحقات الشهرية فيضيعون حق لابطال قدموا و يقدمون ارواحهم ودمائهم في ساحة المواجهه لينسب ذلك عبر وسائل اعلامهم للنائمين في بيوتهم وفنادق السبعة نجوم ..
هنا الفارق بين الاعلام الغربي الذي ينمي وعيا وثقافة يخدم حضارته ومستقبله,, وبين الاعلام العربي الذي مايزال محاربا بالسيف في زمن البندقية .. ولعل هذا سببا من اهم اسباب عدم السبق والجدية من قبل الدول والحكومات العربية للتعامل مع المعطيات الجديدة في الساحة اليمنية ومنها بروز الجنوب كقوة اقليمية فاعلة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحضى بقبول اقليمي ودولي ولدية القاعده العسكرية والشعبية العريضة في الجنوب .. بينما دول عضمى مثل امريكا وبريطانيا وروسيا واخيرا فرنسا تتعامل معه كقوة مسيطرة على الارض عسكريا وشعبيا .. ايها الاحبة هاهي حكومة الشرعية ذات الاسم الرنان في قنواتكم ووسائل اعلامكم تحتضراليوم بعد موتها سريريا ,, بسببكم لانكم تنسبون لها انتصارات كاذبة لم ولن تحققها,, وتتسترون عن فشلها الدائم وفسادها المخيف وعدم كفائتها ومقدرتها لادارة شئون ماتبقى من دولة ومجتمع زاد هذا من كراهية ونقمة الشعب عليها وجعلها في عزلة عن المجتمع الذي يفترض انها تمثله وتقوم على مصالحه,,
افيقوا من غيبوبتكم وازيحوا اتلك النظارات السوداء عن عيونكم وانتم تتاملوا واقع اليمن فستكتشفون ان هناك واقع غير الذي تتداوله تقاريركم المزيفة ,,وحقائق غير الذي تحاولون تلفيقها,, وقوى سياسية وعسكرية تنهض من بين الانقاض قوية وصلبة تتحاشون ذكرها..لن تستطيع تقارير قناة العربية او الحدث او الجزيرة او الف قناة فضائية اخرى طمس كل هذا لانها نابعة من تضحيات شعب يصنع مجده وتاريخه الجديد بصموده الاسطوري المعمد بدماء شهدائه وارواحهم ...