ليس بالإمكان أبدع مما كان .. نقول مؤتمر صالح , فيهرع أقاربه ليقولوا نحن ورثة الزعيم في الحزب بعد أن فاتهم مغنم السلطة والثروة (التي يحتفظون بارصدة كبيرة منها).. يشهد خصوم الرئيس الراحل صالح له بشعبيته الكبيرة ويغمطونه عليها , لكن ذلك لا يعني إن المؤتمر الشعبي العام تركة سياسية قابلة للتوريث العائلي , خصوصا وأن أقارب الرجل طوال فترة حكمه كانوا جزءا من المحنة التي احاطت به وقذفته خارج السلطة والحكم واججت مشاعر السخط الشعبي عليه .. ولا يعني تمتع شخص مثل احمد علي صالح بشعبية لا بأس بها أنه أصبح خليفة لأبيه في كيان حزبي عام تأسس بأموال الشعب وبريق الوظائف العامة للدولة , وله انظمته وضوابطه ولوائحه الداخلية ومرجعية قانون الاحزاب. الأقارب عقارب كما يقال في الأمثال , والذين أحبوا صالح الزعيم إنما لقناعات أما صادقة بريئة وهذا حال الغالبية , وبعضها الآخر نص نص او مزيف , والأخير يتعلق بالانتهازيين والمتمصلحين والنفعيين من الطبقة السياسية وكبار العسكر وفئات المشايخ والوجهاء والاعيان والأقارب أيضا !!. ثلاث معادلات تسببت في نهاية حقبة الصالح. الاولى : إدمان الحكم الفردي المزمن أكثر من ثلاثة عقود (33 سنة) الثانية : الفساد الإداري والمالي وانعدام رغبة وإرادة الإصلاح وتجديد قواعد تداول السلطة. الثالثة : أقارب الزعيم والعسكر والمتنفذين وما ألحقه سلوكهم المريع وممارساتهم الفضة من أذى وأضرار بالحقوق والاموال العامة والخاصة والوظائف الحكومية وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية من خلال مواقعهم فيها. والمعادلة الثالثة هي ما يتوجب الحذر منها بعد ان استنفذت المعادلات الاخرى تأثيرها وأهميتها . وباسم الصالح الذي قبضه الله يتسلل بعض أقاربه اليوم بوقاحة منقطعة النظير اما من نافذة الانتماء للمؤتمر والمحاصصة داخله او باسم(الحق الوطني) للدفع بذيولهم ضمن تشكيلات حكومتي عدنوصنعاء او في لعبة مراكز قوى مؤتمر الداخل والخارج. من بيت ابو سبعة خال صالح الذي طغى وبغى وظلم واستباح بجرأة فاحشة املاك واراضي الغير وحصل على أموال غير مشروعة واختطف الصحفيين وارهبهم ثم الاصهار من بعض آل دويد والقاضي الى ضباط ومسؤولين كبار من اقارب صالح استباحوا أموال وأملاك الناس بالباطل والقائمة طويلة نقتصر فيها على من ظلوا يعبثون بعد حركة فبراير 2011 م, أمثال احمد وخالد علي وأبناء محمد عبدالله صالح يحي وتوفيق وعمار , أصحاب شركات النقل والسيارات ووكلاء شركات البترول والحديد والاسمنت وغيرها , وفرضهم شراكات استثمارية وعقارية قسرية على كبار التجار المعروفين وأسهم في شركات وبنوك وغسيل اموال تجارة التهريب الموروثة والاستيلاء على أموال شركة التبغ والكبريت وطيران اليمنية وغيرها مما يطول ذكره في الداخل والخارج .. ومن بعد الأقارب الذين أسقطوا حكم صالح يأتي كبار الضباط العسكريين غير الاقارب الذين استقووا بأدوات السلطة ونفوذها لنهب أراضي وممتلكات الضعفاء ومصادرتها بالقوة والجبروت والسجون والاذلال والقهر .. ولم يسلم من تجبرهم وظلمهم لا أبناء الشمال ولا الجنوب لا في صنعاء او عدن او ابوتعز وحضرموت ولا غيرها. اتخذوا من قانون العفو العام وعدم محاكمة الذين عملوا مع الرئيس صالح الذي اصدره مجلس النواب بتوافق حزبي غطاء لجرائم ابشع اقترفوها فيما بعد حتى بعد خروج صالح من السلطة وتسليم الرئاسة على مضض في فبراير 2012 م.. ولم يكتفوا بالأموال التي نهبوها ولا يزالون يحتفظون بها إلى اليوم بل تجاوزوا ذلك الى جرائم قتل مروعة وبشعة بحق الأبرياء .
* جرائم ما بعد العفو *
ليلة 19 مايو 2012 م استدعى الرئيس هادي وكيل جهاز الامن القومي عمار محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس صالح لاخطاره بتغييرات قيادية في الجهاز تشمله شخصيا , وبعد يومين فقط صباح 2012/5/21 م وبعد 3 اشهر فقط على تولي عبدربه منصور الرئاسة قامت خلية إرهابية تابعة لعمار واخيه يحي محمد عبدالله صالح الذي ظل في موقعه أركان حرب قوات الامن المركزي بتفجير ساحة ميدان السبعين استشهد فيه أكثر من 100 جندي من الامن وجرح 300 آخرين كانوا يتدربون على عرض عسكري قبل يوم واحد من تخرجهم المصادف للاحتفال بعيد الوحدة 22 مايو وبوجود قيادات عسكرية وأمنية كبيرة .. ولم يكن يحي ولا عمار من بينهم !!. واستباقا لاتهام المتورطين الحقيقيين بالمؤامرة زعمت قوات من الحرس الجمهوري الموالية لصالح إنها ألقت القبض على اثنين آخرين يرتدون أحزمة ناسفة في مكان قريب من مجزرة عمار ويحي صالح .. ثم اصدروا بيانا باسم جماعة( أنصار الشريعة) يتبنى الجريمة من موقع اليكتروني وهمي. وفي ليلة الجريمة المروعة الظالمة ذاتها أصدر الرئيس هادي قرار تعيين شخص بديل لعمار في قيادة الأمن القومي. رأت عائلة صالح إن قرار هادي بازاحة عمار هو استمرارا لسلسلة قرارات مماثلة اخرى للقضاء على نفوذهم المتبقي داخل المؤسسة العسكرية والامنية , فقد سبق ذلك بشهر ونصف في 6 أبريل 2012 م إقالة كل من قائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر الاخ غير الشقيق لصالح وكذلك ابن اخيه طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الرئاسي واللواء الثالث حرس جمهوري الذي قام بنقل أسلحة ومعدات وأفراد كتيبة الدفاع الجوي التابعة للواء الى معسكر 48. وكان صالح وأبناؤه وأبناء أخيه أيضا لا يستسيغون رؤية غيرهم مثل هادي يقف أمام الاستعراض العسكري المهيب المزمع إقامته بميدان السبعين .. واعتقد يحي صالح أركان حرب الأمن المركزي كذلك انه صاحب الفضل في تخريج قطاع من أولئك الجنود الذين ساقهم مع غيرهم بمجزرة وحشية الى القبر. وفي أغسطس من العام نفسه 2012م بعد 5 أشهر عقب قرار هادي بنقل لوائين من الحرس الجمهوري الى المنطقتين الجنوبية والوسطى , نظمت كتيبة من الحرس الجمهوري الموالية لاحمد علي عبدالله صالح تظاهرات فوضوية بصنعاء تبعتها بقصف قذائف آر.بي.جي والأسلحة المتوسطة والخفيفة على مقر وزارة الدفاع في شارع القيادة وقتلت 3 جنود و2 مدنيين و17 جريحا , وأغلقت الشوارع واثارت القلق والفوضى ثم تحصنت بالمباني المجاورة , لكن الشرطة العسكرية تمكنت من محاصرتها والقبض على الافراد وتقديم 93 منهم الى محكمة عسكرية قضت بسجنهم بين ثلاث وسبع سنوات ودفع ديات الضحايا وتبرئة 5 منهم في القضية .. وخلفية هذه الواقعة ان صالح اعتبر نقل جنود موالين له من العاصمة الى مناطق أخرى بعيدة استمرارا لمنهج تجريده نهائيا من عناصر القوة العسكرية التي راهن مشروعه المضمر والمبطن عليها كجسر عودة الى السلطة. وفي 19 ديسمبر 2012 م بعد تفكيكها التدريجي الغى الرئيس هادي قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها احمد علي عبدالله صالح واستبدلها بمسمى (قوات الاحتياط) وعين لها قادة آخرين , تلى ذلك في ابريل 2013 م صدور قرار بتعيين احمد سفيرا لليمن لدى الامارات.
اواخر عام 2013 م بدأ صبر صالح وأقاربه ينفد عندما طلبت لجنة الحوار الوطني فترة إضافية لاستكمال أعمالها والتمديد سنة كاملة لولاية الرئيس هادي. وتجلت حالة التوحش أكثر في 5 ديسمبر 2013 م عندما اقتحمت قوات مشتركة من الأمن المركزي والحرس الجمهوري السابق مجمع وزارة الدفاع ومستشفى العرضي بسيارة مفخخة قتل فيها 31 ضابطا واصيب عشرات , وتسلل مهاجمون آخرون الى غرف وممرات المشفى بحثا عن الرئيس هادي الذي توقعوا مجيئه للاجتماع بقيادات عسكرية في المجمع او زيارة احد اقاربه المرضى بالمشفى , فقتلوا في طريقهم امام كاميرات المراقبة الداخلية عشرات المرضى وألاطباء والعاملين فيها بدم بارد دون رحمة اوشفقة.. ثم ظهر هادي في موقع الجريمة بعد ساعتين على المجزرة بعد قدومه من دار الرئاسة !!.
* مؤامرة إسقاط الدولة *
عند اندلاع المواجهات العسكرية الثأرية بين الحوثيين واولاد الشيخ عبدالله الأحمر في عمران بعد شهر على جريمة العرضي في يناير 2014 م فتح ابناء محمد عبدالله صالح يحي وطارق واخوتهم وأبناء صالح وكبار ضباط الحرس الجمهوري والأمن المركزي القديم مخازن أسلحة وعتاد ومقدرات الدولة لتمويل الحوثيين وزجوا بالموالين لهم والأنصار للقتال بزي مدني في صفوفهم تمهيدا لخوض معركتهم الأساسية بإسقاط معسكرات اللواء 301 بقيادة حمود القشيبي الذي نجحوا فعلا في اسقاطها بعد ذلك بأشهر في يوليو 2014 م تحت مظلة تظاهرات إسقاط جرعة الأسعار .. وبعد شهرين فقط جددوا تحالفهم مع الحوثيين انفسهم بالزحف نحو العاصمة صنعاء بعد سقوط طوقها في عمران. ولم يكتف الطرفان باعدامات مئات الجنود الأسرى بين 21-- 19 سبتمبر بل استباح إخوة يحي وأقاربه وعصبتهم وبقايا العسكر الموالين لصالح على وجه الخصوص حرمات بيوت الخصوم وشردوا النساء والأطفال ونهبوا كل شيء فيها واحرقوا العديد منها في مناظر يندى لها الجبين. وتشكلت حكومة اكتوبر 2014 م الهزيلة برئاسة خالد بحاح التي ظاهرها (السلم والشراكة) بتأثير تحالف صالح الحوثي بعد القضاء على أبرز خصومهم العسكريين والقبليين .. لكن فرحة شركاء الدم لم تكتمل بفرض مجلس الأمن الدولي بعد شهر واحد فقط عقوبات دولية على علي عبدالله صالح وابو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي باعتبارهم معرقلين لعملية السلام والتسوية السياسية في اليمن .. تلتها بأشهر عقوبة ادراج مليشيات الحوثي وعصابة عائلة صالح وبعض أقاربه تحت البند السابع في ابريل 2015 م بعد انقلابهم النهائي على شرعية الرئيس هادي وإرسال الحوثيين طائرة حربية من قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء الى عدن أواخر مارس 2015 م لتصفية الرئيس في قصر معاشيق وتحريك قوات الأمن المركزي وغيرها في عدن التي واجهت مقاومة عسكرية وقبلية شرسة اضطرت عبد الحافظ السقاف للخروج متنكرا من خور مكسر بلباس امرأة .. تلاها اشعالهم مع الحوثيين الحرب الشاملة في ربوع اليمن كلها التي لم ينج منها اي بيت او قرية, ويكفي ان 300 مواطن بين شاب وطفل وامرأة في عدن بعد اجتياحها في ابريل 2015 م قتلوا على ايدي قناصة الامن المركزي والحرس الجمهوري الذي ظل يقودهم الاخوان يحي وطارق محمد عبدالله صالح وضباط الحرس الجمهوري القديم , وأكثر من 5600 من المدنيين في تعز قتلوا طيلة 3 سنوات على يد التحالف الحوثي عفاشي بالقناصات او المدفعية والمضادات وإضعاف هذا العدد في صنعاء وصعدة وحجة والحديدة والبيضاء والضالع وغيرها.. ثم من زج بمئات آلاف الضحايا من المقاتلين في مقابر لا تنتهي.
اليسوا هم الذين اوقدوا الحرب الظالمة تحت شهوة العودة إلى الحكم العائلي والسلالي الثنائي المشترك , ومن يدفع فاتورة كل هذا الدمار الرهيب في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية والفوقية.؟؟. والذين يقولون إن الشرعية جلبت علينا دول العدوان الخارجي , نسألهم من هم الذين جلبوا معهم خراب ودمار اليمن وتقويضها من الداخل .. أليس العدوان الخارجي الذي يزعمونه كان نتيجة وسبب العدوان الداخلي الذي لم يرحم أهله وأبناء جلدته ووطنه ..؟ ما علينا كما يقول ابوبكر سالم بلفقيه. هذه ليست كل شيء إنما نماذج مختصرة بسيطة لوقائع جنائية بشعة مشهورة اقترفها أقارب صالح بعد خروجه من الحكم فبراير2012 م وبشراكة لاحقة مع عائلة بدر الدين الحوثي , ولا تزال مقيدة ضدهم جميعا. وكشفت تحقيقات جنائية لاحقة موثقة في عدن وحضرموت ايضا أشرف عليها شلال علي شائع مدير امن عدن اشتراك خلايا إرهابية نائمة منذ 2015 م وقبلها أيضا , ظل يديرها أقارب صالح عبر ادواتهم ومعاونيهم في الجنوب لتنفيذ اغتيالات عسكريين وقضاة وأئمة مساجد وتصفية طوابير وتجمعات الجنود في المعسكرات بعمليات انتحارية وزرع المتفجرات , عدا أطراف أخرى في الجنوب لها نصيب وافر من ملف هذه الجرائم. كان هدف كل ذلك الإيحاء للمجتمع الدولي إن اليمن شمالا وجنوبا فقد الاستقرار بمغادرة صالح للسلطة وأنه لا حل إلا بعودته وعائلته الى الحكم. * مقارنة بين اقارب صالح * كان سلوك أبناء صالح الشخصي واضرارهم المباشر بالآخرين قبل مغادرته للسلطة أخف وطأة على الناس من أبناء عمومتهم وبيت (ابو سبعة)ودويد والقيادات العسكرية وغيرهم إلا أن تمادي بعضهم في دعم التمردات العسكرية ضد سلطة الرئيس الجديد هادي فيما بعد وقتل وتصفية الجنود الخريجين وأبرياء ومرضى مشفى العرضي والعسكريين وغيرها بوسائل ارهابية بشعة أعاد بعضهم إلى دائرة الجرائم الجنائية, حتى بدت العقوبات الدولية بوضع اليد على أموال صالح ونجله أحمد وتجميدها ومنعهم من السفر في نوفمبر 2014 م أقل من حجم الأفعال الجنائية الجديدة التي لا تسري عليها الاتفاقية السابقة(القانون) بمنع محاكمة صالح والذين عملوا معه لأنها جرائم فظيعة تالية للاتفاق. ويقارن مع ذلك ما يتمتع به بعض اصهار الرئيس من سمعة حسنة في أوساط المجتمع أمثال عبدالرحمن الأكوع ويحي الكحلاني والحجري وغيرهم ...أو أقاربه الآخرون مثل بيت القاضي , محمد علي محسن ... ولعل حركة فبراير لم تسقط حكم علي عبدالله صالح أكثر مما فعله به أقاربه المحيطون به من الدرجة الأولى والثانية قبل فبراير وبعده فلم يكن مشروع التوريث وحده قاصمة الظهر بل مسلكية وممارسات حامليه ونوعية ورثة العرش وأهله حركت حمية الشارع وحرضت على الانتفاضة عليهم.
* الاحتماء بمظلة المؤتمر الشعبي *
هذه الايام بصلف استثنائي لا يشبه غيره يشهر علينا شركاء واركان الجرائم والمجازر الدموية السابقة واللاحقة من أقارب صالح سيف الدعوة الى محاكمة الضحايا يوم كانوا هم طوال سنوات الغدر القريبة (بعد العفو) حمائم سلام لم يشربوا او يرووا عطشهم من شلالات دماء آلاف النفوس والارواح البريئة. يتسللون عبر نافذة حزب المؤتمر والعمل السياسي لغسل جرائمهم الشخصية والبراءة منها. والقانون لا يحمي المجرمين المتورطين. إثارة الزوابع وافتعال القلاقل داخل المؤتمر لن ينسي ذوي الضحايا ثأراتهم ولن تغلق عدالة السماء أبوابها. باختصار نقول ليحي محمد عبدالله صالح وأخوته ومن على شاكلتهم قبل أن تطالب بمحاكمة الرئيس هادي وبن دغر والبركاني والعليمي وغيرهم هؤلاء من المخلصين لوحدة الحزب وليس في ذممهم قطرة دم لاحد , وتلقي عليهم تهمة (الخيانة العظمى) وموالاة (العدوان) وأنت للأسف قرين (الشيطان) , ولن يقربك ذلك من الحوثيين او يعيد لك بعض مما تتمنى منهم , كما لن تمنحك مزاعم الحرص على وحدة المؤتمر مظلة حماية او إفلات من العقاب. فالمؤتمر الشعبي العام كيان سياسي متماسك وكبير بالمخلصين وليس بالمجرمين الذين قد يسقطون شعبيته كما أسقطوا بمسلكياتهم وبشاعتهم نظام صالح من قبل. فالناس في اليمن لا تحقد ولكنها لا تنسى بسهولة , فالدماء لا تزال طرية ومحاكم الجنايات مشرعة و ودعاء الثكالى والامهات والأرامل بلغت عنان السماء عند عرش مليك مقتدر .
* يحي صالح وبن دغر والبركاني *
مؤتمر الداخل او الخارج , صنعاء او تعز والرياض والقاهرة وأبو ظبي , او حتى جولة كالتكس وكنتاكي , قيادات تبذل كل الوسع دون تشظي هذا الكيان. لم يقل أصحاب لقاء جده أنهم هم القيادة او كلها , أكدوا فقط على نتائج المؤتمر العام السابع ديسمبر2005 م باعتباره مرجعية ضابطة تحول دون اختلاف القيادات على المناصب والمواقع التنظيمية وطهارة الحزب , حتى قرار اجتماع نوفمبر 2014م في صنعاء برئاسة صالح الذي اقر ترفيع الدكتور أحمد عبيد بن دغر من امين عام مساعد الى موقع نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام بديلا عن الدكتور عبدالكريم الارياني لم يتمسك به بيان جده الذي صاغه بن دغر نفسه , ولا يعني التمسك بنتائج انتخابات المؤتمر العام السابع أنه لا صفة لقيادات صنعاء وتحركاتها , لأنه صدر مجرد تكليف مؤقت برئاسة ابو راس للمؤتمر كضرورة استثنائية لا ينبغي تهويلها. والذي استفز (النائحة المستعارة) يحي صالح من بيان مجموعة جده أيضا أنه قد يلمح إلى احقية هادي برئاسة المؤتمر , وهذا غير صحيح لأنهم لو أرادوا ذلك لاستندوا في الصياغة بالإشارة إلى النظام الداخلي الذي يحدد مهام واختصاصات قيادات الحزب وشغور المواقع القيادية وشغلها بالوفاة وغيرها , وهو ما تحاشاه البيان المذكور لأن الذين صاغوه هم من العقلاء داخل المؤتمر من يعملون على تماسك لحمته ومنع تشظيه فاكتفوا بتثبيت المواقع القيادية المنبثقة من المؤتمر العام(الشابع) قبل 14 سنة .. إلا إذا كان سيدنا يحي يطالب بحصته من تركة عمه في المؤتمر , فإن عضويته في اللجنة العامة كأعلى سلطة هيكلية تعرضه لمساءلة تنظيمية وعدلية جادة على افعاله الجنائية الأخيرة . وربما اغاض يحي أيضا اشارة بيان مجموعة مؤتمر جده إلى التمسك بوصية الزعيم لأنها توجب على أقاربه بالذات قبل غيرهم أمثال يحي قتال الحوثيين , ويفترض ان يكون الى جانب أخيه طارق في سواحل الحديدة , أقل شيء للتنزه على الكورنيش وليس للقتال بالضرورة , أما وقد خالف وصية عمه باعتبار التحالف( قوى العدوان) عليه إثبات مصداقيته وإلحاق ابنائه بصفوف الحوثيين .. ولم يتعمد بن دغر وزملاؤه بذكر الوصية لادانة قيادات الداخل إنما لتأكيد التزام جماعة جده بنهج الزعيم وتوقير كل ما صدر عنه في حياته وقناعتهم الشخصية غير الملزمة للآخرين. وأقترح أنا على الحوثيين مقايضة يحي صالح الرجل المخلص المناهض للعدوان بإعادة مقر واموال جمعية كنعان التي يطالبون بها منذ فترة (لإنقاذ العائلات الفلسطينية) مقابل إرسال ابنائه الى الجبهات خصوصا وقد تشبع بروح المقاومة وأفكار السيد نصر الله ونهل من ينابيعها خلال إقامته الطويلة في بيروت , فيحتاج الى فرصة وطنية مشروعة ليثبت لغيره أنه ليس خائنا او عميلا مثل هادي والبركاني وبن دغر. ولا أدافع عن الرئيس هادي او غيره فله هو الآخر مثالبه في سؤ ادارته للسلطة واستغلالها لمكاسب ومنافع شخصية وعائلية وقروية وممارساته الاقصائية وتبديد واستباحة المال العام والوظائف العليا للمقربين وغيرها .. لكنني على يقين انه ليس في ذمة وعنق عبدربه منصور هادي قطرة دم واحدة حرام للآخرين .. وهذا هو ربما ما يبقي لنا معه (شعرة معاوية) , وكما يقال (اليوم خمر وغدا أمر) . . والله الموفق ومن وراء القصد.