أستيقظ أبناء اليمن في الداخل والخارج على وقع أنباء هجوم إرهابي أستهدف معسكر "الجلاء" لقوات الحزام الأمني في عدن التابع للمجلس الانتقالي. نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.في ظل الظروف إلاطبيعية التى تعيشها مدينة عدن ويعيشها المواطن الجنوبي لأكثر من أربع أعوام ، يحتم على المجلس الانتقالي أن يُعيد النظر في دورهِ ونعكاساته على مجمل الأحداث التي شهدتها مدينة عدن خصوصاً والمناطق الجنوبية عموماً. قوة المجلس الانتقالي تستند إلى إلامساواة الجذرية. فبقدر ما يستطيع المجلس الانتقالي لتعطيل الحياة العامة بأشكالها المتعددة الاجتماعية، ،الاقتصادية ،السياسية والأمنية بوجه الخصوص، في حين لاحق للآخرين أن يعملوا على العكس من ذلك ، لتفعيل الحياة العامة بأشكالها سابقّة الذكر. إن تغيير الواقع "الوحدة" التى هي نظال ثوري يتمتع به أبناء الجنوب دون إستثناء ، أما الآخرون فهم محكومون بالإمتثال لهذا الحق النظالي الثوري سوف يكون له ونعكاساته الخطيرة على اليمن والمنطقة العربية. أبناء الجنوب بمختلف شرائحهم ومكوناتهم السياسية والثقافية مدركون أن اللعبة القديمة لم تعد ممكنة، فلم يعد الاستقلال أو فك الارتباط الذي يحمل أسماء متعددة مثل دولة الجنوب أو الجنوب العربي أو حتى دولة اليمن الجنوبي الديمقراطي ممكنة أو كافية ولا حتى واقعية لتطلعات أبناء الجنوب في ظل عالم متجدد وفضاء جديد فية تتحرر الشعوب من الحدود والقيود. لم يعد للدعوات إحياء التشطير على الأرض قيمة أساسية. لذلك الدعوة إلى التفكك الكامل في عصر التكامل والترابط إهانة لأبناء الجنوب، وثمة إهانة أُخرى وهي الجهر بأن أبناء الجنوب يعيشون في رغد من العيش. وتحسين الوجه القبيح للتدخلات ألتى أتاحت للتشكيلات العسكرية بالتلاعب بالوضع الإنساني بشكل مأساوي، أهانة للمواطن الجنوبي أيضاً. والتبشير بالتعددية الثقافية والحزبية في ظل إزدارء الصحفيين والمثقفين واغتيال الشخصيات الاجتماعية ففية إهانة للمواطن الجنوبي أيضاً. والزعم في الوقت الذي تحدث فية أنهيار للخدمات الأساسية أو هي قيد الحدوث، أن المجلس الانتقالي سيحل هذه الكوارث ، أن ذلك إهانة أخرى. لابُد من تغيير النظرة إلى العالم، والنظرة الية ومراقبتة بريبية وواقعية، وبنظرة محلية للسياسة والأرض أيضاً. لاشك اذا تجرتم من مصالحكم الشخصية الممزوجة بجنون العظمة وحب السلطة سوف تكتشفون أن ألمانيا وفرنسا وهولندا. ...إلخ لم تعد موجودة كما كانت من قبل ، الواقع ان هذه البلدان رغم الحجم الاقتصادي والحضور الدولي لم تعد موجودة منذ وقت طويل. إذ أن الدول التى تُشكل على أساس قومي وتصنع حدودا فيما بينها قد صارت غير موجودة وغير واقعية. سوف تدركون ، واخشى ألا يكون قبل فوات الأوان أن تغيير نظام الحكم في اليمن من النظام المركزي الشمولي إلى النظام الفيدرالي الاتحادي على أساس إعاده تشكيل البلد في ستة أقاليم متساوية النفوذ والحقوق والواجبات في ضوء مخرجات الحوار الوطني هو المخرج الحقيقي لأبناء اليمن جميعاً