ليس بغريب على ابن المنطقة الوسطى العميد بو قحطان ، فلقد ملأت مواقفه الرجولية عنان السماء . عندما سمع بسقوط المحفد سارع هو وجنوده لنصرة إخوانه لم يتوارى عن ذلك أبدا ، رمى بكل خلافاته عرض الحائط ، مدركا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه وطنه قاطعا على نفسه عهدا بذلك ، حيثما سمع لها دويا سبق الجميع إليها ملبيا ، تارة تجده في مقدمة جبهة ثرة وأخرى دعما وإسنادا في محاربة فلول الإرهاب والخارجين عن القانون وآخرها موقعة المحفد كانت شاهدة على وفاء هذا المقدام ، كيف لي أن أحصي مناقبه وأدواره البطولية ، فجميع بقاع أرضنا الحبيبة شاهدة على ذلك ، لأن في كل شبر منها له بصمات ، لا يتسع المقام لذكرها ونكتفي فقط بتسليط الضوء على آخرها . الوطن بحاجة لمثل هذا الهمام الذي لا يشق له غبار ، نظرته دآئما إلى الأمام يسير بخطى ثابتة إلى إحﻻل السلام ، أما آن الأوان أن ينصف هذا البطل المغوار ؟ إلى متى هذا الصمت ياساستنا الإجﻻء ؟ الوطن بحاجة إلى مثل هؤﻻء القادة الكبار الذين سطروا لهم إرثا في ميادين القتال ، مهما بلغ منا التخاذل والتجاهل واللامبالاه تجاهه فلن تدوم طويلا ، لأن الأبطال يصنعون المجد بأنفسهم وسيشع بريقهم في كبد السماء لا محاله . فتحية إجلال لهذا القائد الفذ وأسطورة هذا الزمان ، قالها حتى تردد صداها آفاق السماء سأعيش مرفوع الرأس لن أنحني إلا لخالقي إلى أن يمن الله علي بالشهادة ويوارى جثماني الثرى ، فنعم الرجل هو فيا ليت قومي يعلمون .