إنَّ من أهم الأهداف التي قامت بها الشعوب العربية وهي تناهض الاحتلال تكوين جيوش وطنية قوية يكون ولاؤها المطلق للبلاد والدفاع عن حدود الدولة البرية والبحرية والجوية وكان من شروط الانتساب للجيش التمتع بالجنسية الوطنية للدولة وهكذا قامت الجيوش مدعمة لعمليات التحرر من التبعية الاستعمارية وكانت ملتزمة بالولاء للبلاد دون الانتماءات القبلية أو الطائفية إلا في أضيق الحدود وكان يحق لكل مواطن توافرت فيه الشروط من جنسية ولياقة بدنية الانخراط في صفوف القوات المسلحة كفرد في مجموعة موكله له ولمجموعته مهمة الدفاع عن سيادة الدولة . ولهذا من الضروري توحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة حتى تحقق الهدف من تكوينها ألا وهي حماية الحدود البرية والجوية والبحرية للباد تحت إمرة قيادة واحدة تتمثل بوزير الدفاع تحت إمرة القائد العام وهو رئيس الجمهورية وبغير تلك الاستراتيجية لن تتمكن القوات المسلحة على اختلاف مشاربها من أداء مهامها على الوجه المطلوب وستتحول إلى جماعات مسلحة ترعى مصالح ضيقة إما حزبية أو طائفية أو قبلية. وقد تعرضت القوات المسلحة بعد حرب صيف 94م للتهميش والخضوع للتوجهات القبلية والطائفية والمناطقية والفئوية لهذا كان من السهل تفكيك تلك القوات حسب التوجه المكونة منه وهذا ملاحظ كيف انقسمت القوات المسلحة بعد أحداث الربيع اليمني ما بين قوات موالية للمذهب الزيدي وقفت إلى جانب الرئاسة المهترئة دون تفكير لا يحكمها إلا الولاء الطائفي وما بين قوات انتفضت للوقوف إلى جانب الحزب الذي تشعر بالولاء له أكثر من ولائها للوطن كالقوات التي وقفت غلى جانب ثوار الربيع زعمت ذلك وهي ما أرادت إلا تحقيق مشروعها الحزبي وفتح المجال له لسيادة حكم البلاد عندما رأت أن الفرصة مواتية لذلك حسب تقديرها للأمور في ذلك الحين، ومن جانب أخر نلاحظ كيف التزمت القوات المناطقة والطائفية ووقفت إلى جانب مشروع الطائفة الشيعية على حساب الوطن وتخلى الجيش عن مهمة الحفاظ على توازن البلاد لأنه كان جيش طائفي ولاؤه للطائفة أكبر من الولاء للوطن. واليوم وفي أثناء حرب 2015م يتم إعادة نفس السيناريو في الجنوب وكذا في المحافظات الشمالية المناوئة للمشروع الحوثي بتكوين قوات مسلحة متفرقة لا يجمعها رابط سوى مصدر التمويل في بعض الأحيان منزوعة الهوية الوطنية ولاؤها لمصادر التمويل أينما توجهها توجهت فتلك جماعات مسلحة مؤيدة لمشروع انفصال الجنوب وأخرى تقف إلى جانب الوحدة على أساس الاقاليم وأخرى باحثة عن مشاريع ضيقة وجمع الثروات. لهذا نلاحظ أنه لا توجد هيئة تقوم بتسجيل المجندين الجدد وضمهم إلى صفوف القوات المسلحة يكون فيها الباب مفتوح لجميع اليمنين دون النظر إلى مناطقهم أو انتماءاتهم الحزبية أو توجههم المذهبي بل الحاصل أن تقيد العسكرين الجدد يتم وفق الولاءات فالجماعة الفانية لا تقبل أي فرد ولا يتم التسجيل للتجنيد إلا إذا كان منتمٍ إلى جماعة أبو فلان أو أبو علان أو كان من منطقة معينة فتلك الوحدة العسكرية لا تقبل تسجيل مجند جديد في صفوفها إلا إذا كان من ذات المنطقة وبهذا يحرم الجيش من ضم عناصر لا تعرف إلا الولاء للوطن بعد الولاء لله تعالى. فالنصر لن يكون بالفرقة وتكوين جماعات مسلحة هي أقرب أن تكون مليشيات لربما تكون قنابل موقوته تنفجر في أي وقت وهي بهذا التعدد والولاءات الضيقة لأصبحت فتيل للصراعات مقبلة