قد تكون مررت بتجربة تستيقظ فيها مفزوعا وتشعر بثقل على صدرك يمنعك من الحركة و لا تقدر على تحريك أي عضلة من جسمك بما فيها لسانك لتصرخ طالبا النجدة ممن يقطنون معك في المنزل وأنت مستيقظ و متأكد بلا جدال من ذلك لأنك ترى ما حولك في الغرفة رؤية طبيعية و تسمع حديث من الغرفة المجاورة ولكنك مهما حاولت لا تقدر على القيام من فراشك والهروب من هذا الشيء المفزع الذي يفترسك من أخمص قدمك الى أخر شعرات رأسك ، ثم فجأة ، يتحرر جسدك منه ، لكن بعد تجربة مريرة ، تسعى بكل الحلول أن لا تمر عليك مجددا !. إن الإدمان على بعض العادات أو السلوكيات الغير حميدة مثل ممارسة بعض المحرمات أو تعاطي القات والمخدرات أو التدخين باستمرار تعطي للعقل البشري نمطا معينا للسعادة وترسم له طريقا للراحة والطمئنينة ، ويشعر بأنه لا يستطيع إنجاز شيء أو ممارسة أية أعمال أو رياضات أو جلسات أسرية أو لقاءات خارجية إلا عندما يستعدي هذا النوع من الراحة والسعادة ، ولكن عندما يفوق الإنسان من هذا الحلم الزائف والسكرة المؤقتة يجد نفسه خائر القوى ، ضيق البال ، قليل الحيلة . قطع العادة عداوة ... قليلون هم من أدركوا المستنقع الذي هم فيه ، كثيرون منهم أصابتهم جلطات وأمراض وأسقام مزمنة ، ومنهم من أدرك خطورة هذا الموقف ، ثم حاولوا جاهدين الخروج منه ودخلوا في معارك مع ذواتهم ورغباتهم لم يكونوا مستعدين لها . إن التغير الفيسلوجي المفاجيء من نمط إلى نمط في الحياة له ضريبته أيضا ٫ فكما يقال : قطع العادة عداوة ، حتى مع أجسامنا ، فعندما تبدأ معركة كبيرة للإنسان في صراعه مع نفسه ، التي أقنعها أن تلك الأشياء التي كانت طريقا للراحة والسعادة هي سبب أحزانه وأمراضه وأسقامه ، معركة داخلية كبرى ، قلب يريد وعقل يرفض ، تبدأ فيها خلايا الجسم ببث سمومها على العقل اللاواعي و تظهر خلالها العديد من الكوابيس الأشبه بالواقع أو ماتسمى ب "الدكاك" أو "الرازم" ، وعلميا يسمى “شلل النوم” (Sleep Paralysis)، ويحدث أن العقل البشري أثناء نوم الإنسان يستجيب لمؤثرات داخلية وخارجية تسبب الكوابيس وأنواع من الهلوسة . وكما أنها من الإمراض الشائعة جدا كذلك هو ليس من الأنواع التي لا يمكن علاجها ، فالعلاج الشائع هو العلاج النفسي وقد أثبت نجاحه وجدارته بخطوات بسيطة تحتاج إلى ثقة بالنفس وقدر كبير من العزيمة ، منها عودة الإنسان إلى ربه وتقوية أواصر إيمانه بالإلتزام بالصلاة والأذكار والعبادات ، ومنها أيضا نقل الشخص المصاب بهذا النوع من الإدمان من بيئة إلى بيئة أخرى أقل تأثيرا للمغريات الخارجية ، وكذلك السفر يساعد على الإقلاع عن الكثير من العادات السلبية ، ومنها إيضا قتل الفراغ بالعمل وقلة التفكير قبل النوم وغيرها .