كانت هيلين الشقراء الفاتنة، ذات العينين المعتقتان بزرقة السماء الساحرتان بهدوء البحر، وصوتها المائي، هي الشرارة التي أوقدت نار تلك الحرب التي سُجلت كأحد أشهر الحروب الإغريقية عبر التاريخ.. هيلين في إلياذة هوميروس هي أجمل نساء الأرض قاطبة خطب ودها جميع ملوك الإغريق وتسابقوا للفوز بقلبها إلى أن اختارت منيلاوس شقيق حاكم اسبرطة وذراعه الايمن زوجا لها ولكنها وقعت في غرام باريس ابن حاكم طروادة.. بسبب سحر (فينوس) آلهة الجمال عند الإغريق عندما كان في ضيافة زوجها واختارت الفرار معه إلى طروادة . بعد فرار هيلينا استشاظ غضب ميلانوس وطلب من شقيقه حاكم اسبرطة التحرك لإعادة زوجته، فأمر الملك بجمع جيشا عرمرما من الإسبارطيين، وركبوا البحر إلى طروادة، وضربوا حولها حصاراً خانقاً! خرج الطرواديون ينظرون في مطالب الإسبارطيين علهم يتجنبون هذه الحرب، فاقترح ( باريس) عشيق هيلينا أن يتبارز مع زوجها، فإن هزمه يرجع الإسبارطيون من حيث أتوا، وإن قُتل على يد زوجها يكون الزوج قد ثأر لشرفه ! لاقى هذا العرض استحسان زوج هيلينا، إذ رأى في خصمه لقمة سائغة، فهو ليس من أهل الحرب كأخيه الأكبر هيكتور د جيش طروادة، وولي عهد المملكة، والذراع الأيمن لأبيه.. ! ولكن ملك إسبارطة قلب الطاولة وفاجأ أخيه قائلا : أوتحسبُ أنني جهزتُ كل هذه الجيوش لأجل عيني زوجتك الشبقة هيلينا ..!؟ لقد أتيتُ لأجل طروادة يا عزيزي.. ! فاقيمت الحرب و انتهت بسقوط طروادة ومقتل ملكها بريام وأميرها هكتور، اما هيلينا فقد استطاعت الفرار مع عشيقها باريس، لتعود لاحقا بعد انتهاء سحر فينوس، إلى زوجها منيلاوس .
تستوقفني حرب طروادة بهدفها المعلن وهو استعادة هيلينا، والذي انحرفت عنه الى تحقيق الشهوة الاستعمارية لملك إسبرطة للاستيلاء على طروادة واخضاعها لسلطته وهذا ماكان.. ، وتذكرني بعاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي والتي كان الهدف المعلن لها، استعادة الشرعية اليمنية، وحماية الأمن القومي العربي، والذي أصبح عبارة عن شماعة هيلينا للاستيلاء على الجزر والسواحل اليمنية، ساعية لإخضاع اليمن لهيمنتها الاستعمارية وفرض الوصاية عليه.. راميةً بالشرعية والامن العربي عرض الحائط، ولسان حال امراء السعودية والامارات يقول لقادة الشرعية بعد أحدثوا لها انقلابا آخر في عدن وذبحوها من الوريد إلى الوريد : " هل تظنوا أننا أطلقنا عاصفة الحزم من أجل عيون اليمنيين وشرعيتكم الشبقة… لقد أتينا من أجل الاستحواذ على الجزر والسواحل اليمنية يا سادة… انتهى.. المستجير بعمرًٍّ عند كرببتهِ.. كالمستجير من الرمضاءِ بالنارِ