"التبريرات" هي أعذار نمارسها في حياتنا اليومية باستمرار لنبرئ أنفسنا من الخطأ أو الفشل، ونلقي التبعة على أول شخص-أو شيء يخطر ببالنا. "والتبريرات" من وجهة نظري يمارسها البشر على مختلف أجناسهم وأصنافهم وأعمارهم ومستوياتهم وطبقاتهم، وتستخدم بين أبسط البسيط وأهم الأمور. فإخواننا المسلمين في بورما يتعرضون للغزو والتشريد وتراق دماؤهم وتهتك أعراضهم وتنتهك حرماتهم وتنهب ثرواتهم فقط لأتهم "مسلمين"!!. وما يحدث في فلسطين من قمع وقتل ودمار وخراب لأن إسرائيل حليفة لعدة دول عظمى. وبالطبع ماسبق ليس إلا نموذجاً من واقع الحياة على المعمورة عن "تبريرات" الكبار، أما بالنسبة لواقعنا فقد تجمعت لي قصص كثيرة من حياة الناس، القاسم المشترك الوحيد فيها هو سعة خيال أصحابها في اختلاق "المبررات" السريعة لأنفسهم، ومن ذلك: 1- "انقطاع الكهرباء المتواصل" تحت "مبرر" عدم وجود مادة الديزل!!! علئ الرغم من سماعنا أكثر من مرة بوصول باخرة محملة بالديزل. وهل سيستمر هذا "الانقطاع؟!" وهل يجب على المواطن "الاقتناع؟!" بهكذا وضع والرضوخ لحقيقة ضعف حيلة هذا "القطاع" في تطوير خدمة الكهرباء له. 2- مواطن يدفع بصورة يومية مالايقل عن «1000» ريال مقابل أعشاب القات، بينما تفتقر مائدة طعام أسرته لطبق ذي قيمة غذائية وذلك تحت "مبرر" غلاء المعيشة!. 3- أب أخرج ابنه من المدرسة قبل أن يكمل المراحل الأساسية ودفع به إلى سوق العمل تحت "مبرر" لأنه قليل أدب وليس أهلاً للتعليم. 4- موظف لايعرف الطريق إلى إدارته يصله المرتب الشهري إلى منزله، بينما زميله المنتظم فوجئ بأن راتبه موقف، تحت "مبرر" لأنه تأخر عن التوقيع في حافظة الدوام بضعة أيام!!!. وفي يوم من الأيام فبعد أن ثارت ثورة غضبي وصرخت على أحد الأطفال الذي لم يتجاوز السادسة من العمر بالقرب من منزلي وسألته: "«لماذا يا فلان ضربت شقيقك الأصغر والتهمت مالديه بيده؟»" وقتها أجابني "مبرراً" بكل برود أعصاب وصدق "«لأنني أقوى منه»"!!. حينها عرفت المعنى أو المفهوم الواضح لكثير من "التبريرات" التي تمارس في الحياة بعد حدوث ذلك الموقف أمام أعيني. "فالتبريرات كثيراً مانسمعها من "الأقوى!" وتضر بذلك "الأضعف" و وقعُها يصبح "اسواء" عندما يكون بشكل "مترف!". وسلامتكم