يعيش المواطن بمحافظة أبين في هذه الأيام حالة من الترقب مصحوبة بالقلق والخوف من أن تكون محافظة أبين ساحة حرب وتصفية الحسابات العالقة بين قوات المجلس الانتقالي المتمثلة بقوات الحزام الأمني من جهة وقوات الحكومة الشرعية من جهة أخرى ، إن مانشاهده حالياً من وصول تعزيزات عسكرية في الأفراد والعتاد من طرفي النزاع وجميعها متجهة إلى محافظة أبين وليس إلى جبهات القتال ضد الحوثي، ذلك التصعيد ينذر بحرب مدمرة ستكون عواقبها وخيمة في حالة إندلاعها لا سمح الله بمحافظة أبين!! تلك الحشود تتم على مرأى ومسمع من التحالف العربي الذي أتى لليمن بداعي النخوة العربية الأصيلة من أجل إستعادة الشرعية المغدورة ولكن العجيب في الأمر إن من قام بالإنقلاب على الشرعية(الحوثي) متواجد في المحافظات الشمالية ويسود الهدوء حالياً جميع جبهاته بل وأصبح متفرغ تماماً لمهاجمة العمق السعودي بينما على النقيض من ذلك نجد السعودية منهمكة بتعزيز قواتها في محافظة شبوة وتتعمد غض الطرف عن حالة الإحتقان والتصعيد في محافظة أبين التي كانت آمنة ومستقرة!! لا أعتقد أن بمقدور أي قوة عسكرية من الطرفين أن تتحرك من ذات نفسها بدون وجود ضوء أخضر من التحالف العربي وخصوصاً بعد قصف الطيران الإماراتي لقوات محسوبة على الشرعية والتي كانت قادمة من مأرب ومتجهة إلى العاصمة المؤقتة عدن!! هناك أسباب عديدة تجعل من محافظة أبين ساحة للحرب القادمة ومن أهم تلك الأسباب هي إن أبناء أبين ليسوا على قلب رجل واحد حيث نجدهم منقسمون ولا تجمعهم كلمة واحدة وهدف واحد فهنالك قلة قليلة من رجالها الشرفاء والخيرين الذين يعملون بصمت من أجل مصلحة أبين وأمنها وأستقرارها ،فخلال المراحل السابقة كان هناك الكثيرون ممن تغنوا بحب أبين وعشقها ياترى أين أختفوا في هذا الظرف الصعب؟!.. من كان يخاف على أبين يفترض به أن لايجعلها الآن في وجه المدفع والدبابة، ومن يعشق أبين بجد كان عليه ان يجعلها خط أحمر ولايسمح لأي كائن من كان تجاوز ذلك الخط وإيقاف كل من تسول له نفسه المساس والعبث بالأمن والأستقرار فيها!! لا يمكننا التغافل أو الإنكار من وجود إنقسام واضح بين أبناء المحافظة ما بين مؤيد للمجلس الانتقالي ومؤيد للشرعية هذا الانقسام الظاهر للعيان هو من سهل كثيراً في إختيار محافظة أبين لتكون المكان المناسب للحرب المحتملة التي باتت وشيكة مالم تكن هنالك تدخلات من الجهات ذات العلاقة وأخص بالذكر التحالف العربي الذي يستطيع نزع فتيل المواجهة لأن من يقوم بالتصعيد هم طرفين يتبع التحالف العربي ويأتمرون بأمرها، لقد أصبح الكل على أهبة الإستعداد وكلاً يضع أصبعه على الزناد منتظر إشارة البداية لتفجير حرب عبثية ليس لأبين فيها لاناقة ولاجمل!! لقد ظلت أبين تعاني وإلى الآن من ظلم وجحود أبنائها حيث تقلد أبنائها الكثير من المناصب الرفيعة وصولاً إلى منصب رئيس الجمهورية كل هذا لم يشفع لأبين لكي تنال حقها المشروع والمستحق من الإهتمام وظلت أبين المحافظة المنسية والخارجة تماماً من حسابات الحكومات المتعاقبة، من المؤلم بأن يكون الرئيس الحالي ينتمي إلى أبين ولا يستطيع أن يجنب محافظته ومسقط رأسه شبح الحرب!! على أبناء أبين عامة أخذ الحيطة والحذر من هذا المخطط الخبيث الذي يهدف إلى زرع الفتنة والشقاق وضرب النسيج الإجتماعي بين أبناء المحافظة الواحدة من خلال جر أبنائها إلى الصراع والمواجهة المباشرة لتنفيذ أجندات الغير التي لاتحب الخير لمحافظة أبين!! في زمن الأزمات والمحن تظهر معادن الرجال ويتوارى الأنذال وتنكشف عورة كل متخاذل، الآن أبين تمُر في محنة فإذا لم تستطيعوا إخراجها من هذه المحنة فأياكم ثم أياكم أن تطعنوها من الخلف وتجعلوا من أبين ساحة للبيع والشراء فالتاريخ لا يرحم من خان أو تواطئ!!