بقلم:عصام مريسي شاب مملوء حيوية ونشاط كلما حضر مكان عمله أو جلس بين رفاقه كان مثار اعجاب الجميع فهو الشاب الوسيم صاحب الخلق العالي بشوش مع كل من يلاقيه لابد أن يداعبه ويمازحه ، وهو في ايامه هذه يستعد لتجهيز غرفته حتى يتم الزواج من الفتاة التي الهبت قلبه عشق وحب وهي زوجته مع وقف التنفيذ حتى يكمل كل نواقص العرس وفي زحام العمل يسقط مغشياً عليه ، ترتفع الاصوات : ماذا حصل .. ما الذي جرى له يرتفع صوت أمه محشرج ببحة بكاء: أسرعوا بالسيارة نذهب إلى المشفى وهم في طريق المشفى الأم تولول وترفع صوتها بالبكاء : ماذا حصل لك يا ولدي .. ننتظر بعد أيام ان نفرح بعرسك يحاول الأب أن يضبط أعصابه ويهدأ من روع الأم المفجوعة: لا تقلقي عزيزتي عله شيء عارض ، وسرعان ما ترد له عافيته بمشيئة الله ونفرح به ترفع الام رأسها نحو زوجها وتضع عينيها في عينيه وهو يتهرب ببصرة نحو ولده وعينيها مملؤتان بالدموع وهي تتمتم : أسأل الله أن يكون كما تقول مازال الشاب غائب في غيبوبته يعاينه الطبيب وسرعان ما يأمر بتجهيز غرفة العمليات : عليكم الاسراع بتجهيز غرفة العمليات لأجراء عملية ..يعاني من جلطة دماغية في عجل وسرعة فائقة يتحرك طاقم التمريض لتجهيز المريض للعملية وتجهيز غرفة العمليات, يسحب الممرض السرير المتحرك ليوصله غرفة العمليات , تؤصد أبواب غرفة العمليات بعد دخول الجراح وطاقم التمريض المساعد , يتضاعف قلق الام والأب والزوجة كلما مرَّ الوقت فلم يستطيعوا الجلوس فكلما جلس أحدهم نهض الأخر ليقف أمام نافذة الاستعلامات في المشفى يسأل عن أخبار العملية وكلما مرَّ طبيب أو ممرض سارعوا لسؤاله ينفتح باب غرفة العمليات تزداد سرعة نبضات قلب الأم حتى باتت تسمع نبضات قلبها لمن حولها يخرج الطبيب ومن خلفه المريض محمول على السرير المتحرك والطبيب يطمئن والدية: مبارك نجحت العملية .. وما هي إلا أيام ويتعافى بأذن الله ما زال الممرض يجر السرير والشاب في غيبوبته تراوده مواقف جمعته بزوجته وهو يحاول أن يقترب منها ليعانقها وهي تحاول أن تهرب منه وتقنعه بأن هذا مما يجوز قبل ليلة الدخلة : لا ينبغي لنا مثل هذه الخلوة قبل أن نصبح زوجين رسميين ويعلن زفافنا أمام الجميع يقاطعها : نحن زوجين شرعاً الجميع واقفون يرقبون الموقف وحالة المريض الذي ترتسم على عينيه ابتسامة مشرقة في غيبوبته
