إنَّ تحصيل الرسوم للمرافق التابعة للدولة تعد رافد من الروافد المادية في دعم أيِّ مشروع كونها تحصيل يومي أو أسبوعي أو شهري أو فصلي يرفد ميزانية المرفق المعني بالسيولة التي تصرف لتنفيذ خطط ذلك المرفق أو المشروع أو أنها تورد كأيَّ ضريبة لترفد الخزانة العامة للدولة وهذا من الأمور الحيوية في استمرارية الخدمات التي تقدمها المرافق العامة للدولة في ظل دولة ملتزمة بتوفير الخدمات الضرورية ذات الأهمية والأولوية في حياة المواطن. ونلاحظ في مثل هذه الأيام التي بدأ فيها التسجيل للعام الجامعي الجديد وتوافد أعداد الطلاب للتسجيل في مختلف كليات جامعة عدن وقبل التسجيل للدراسة بدأت عملية القيد التي فيها تم استقطاع مبلغ مالي يقدر بأربعة ألاف ريال قدمت على دفعتين دفعة تورد عن طريق حوالة عبر مكتب العمقي وتقدر بثلاثة ألاف وخمسمائة ريال ومبلغ خمسمائة ريال يدفع لمكتب التسجيل في الكلية . وكان يظن أن هذا المبلغ يورد كرسوم للدراسة في الكليات التي لا تخضع لنظام السنة التحضيرية الجائر أو التعليم الموازي باهظ الكلفة ولكن عند بداية التسجيل في الكليات المختلفة بعد امتحان القبول أو الأقسام التي لا تخضع لامتحان القبول فوجئ الطلاب بدفع رسوم تقدر بألفين وخمسمائة ريال مقابل رسوم ما يسمى الفحص الطبي الوهمي ولم يخضع أي متقدم للفحص وإن كان مثل هذا المطلب غير منطقي فهل الطالب المريض يحرم من حقه في الدراسة الجامعية ولكن ما هو حصل أن الفحص الطبي في مركز الرعاية الصحية في خور مكسر كان عبارة عن وهم الغرض منه هو استقطاع المبلغ الذكور سالفاً دون أحقية لسحبة من المتقدمين للدراسة ثم تكلف الطالب دفع مبلغ ستة آلاف ومائة ريال في مكاتب الحسابات في الكلية ولم تصرف سندات إلا بجزء من المبلغ يقدر بألفين وخمسمائة ريال. السؤال الملح الذي يطرح نفسه وبقوة لماذا كل هذا السيل من التعقيدات ومبالغ الرسوم التي قد تصل في إجماليها إلى ثلاثة عشر ألف للتعليم المجاني وهذا المبلغ يستقطع من كل متقدم للدراسة في الكليات غير الخاضعة للسنة التحضيرية فلنتصور جمع هو المبلغ المورد من جراء هذه الرسوم وهل هذه الرسوم تورد لصالح الكليات وسير العملية الدراسية وتقدم في سبيل البحث العلمي أو أنها تذهب لتتلاشى في جيوب بعض المستفيدين من تلك الرسوم. فلابد من الشفافية من إدارة الجامعة والكليات في مصير تلك الرسوم وتوضيح مصارف الاستفادة من تلك الرسوم حتى لا يدخل اللبس والشك لدى المواطن والطالب عن مصير تلك الرسوم . فلربما هذا المبلغ قد يشق على بعض المتقدمين دفعه في ظل ظروف بعض الأسر الاقتصادية الصعبة ويكون سبب في حرمان بعض الطلاب من الدراسة والتحصيل الجامعي وإن كان في نظر البعض يعدُّ مبلغ زهيد.