لودر المُحتقنة والأخبار تتصادم، والتسارعات الفاصلة تحتدم..تتقارب..وتُظلم... من بين هذه الزحمة المريبة، والسرعة الهاجمة.. هيأَ الله في هذه المدينة رجالًا تخلوا عن المحسوبيات، وركلوا الانتماءات بأقدامهم، أو نبذوها وراء ظهورهم.. لم يلتفتوا إلى مَن سيحكم، ومن سيسيطر؟ ولم يهتموا ماذا سينتظرهم من دعم وعطاء.. كانوا يبحثون عن الأمن والاستقرار، ويكابدون التعب، ويتحملون التهم؛ لأجل وطنٍ طالما أثخنته الجراح، وأوجعته المَصارع التي أصابته في الحروب السابقة. اتخذوا الوساطة بين طرفين منهجًا وسبيلا، ولم يكترثوا مما يقال، فما وهنوا لما أصابهم.. وما ضعفوا وما استكانوا... ولسان حالهم: قولوا فينا ما تقولون؛ لن ننجر وراء من رمانا بالخيانة والعمالة، ولن تغلبنا العاطفة، وسنكون مع حفظ المدينة واستقرارها، وإخراجها من أي مسرحية دموية، خطط لها أي واحد من الناس؛ كل الناس. بدأت الغمة تنقشع عن مدينة لودر، وظهر أن من تعلّل بوطنٍ ووفاء، قد تحطمت أطماعه على أسوار الوطنيين، والمُقدرين حرمة الدم، ونعمة الأمن. هذا اليومَ..اجتماعاتٌ وديّة بين الفرقاء الشركاء، بين الإخوة الأعداء.. قرّبت الأبعاد، وأوضحت المشكلات، وصفّت القلوب من الأحقاد المُفتعلة، والتعبئات المزوّرة. لقد بدأت الأمور تُبشر بالخير، وهاهي أنسامٌ عليلةٌ يتنفّسُها أهل المدينة ومحبوها. كل الشكر للجنة الوساطة، كل الشكر لعقلاء المدينة، كل الشكر لذوي الانتماء الذين ركلوه اليومَ، وإن لم يتخلوا عنه، ولكنهم قدّموا المصلحةَ الأكبر على الفتنة. وأبشّركم: ستبقى لودر بخير! #صالح_الفقير 28سبتمبر2019م