"نصر من الله!" هكذا سماها الحوثيون! عملية حربية حوثية إيرانية في عمق مدينة نجران السعودية سياسيا (اليمنية أصلا)، ما يعني أنها مؤشر لبداية النهاية للحرب العبثية السعودية الحوثية في اليمن. ولقد سبقت هذه العملية وفي أثنائها ثلاث عمليات كبرى ضربت العمق السعودي وقلب اقتصاده: 1. هجمات على أرامكو 2. هجمات على حقل الشيبة 3. هجمات على أرامكو في بقيق (هذا الحقل الذي كان ينتج يوميا خمسة ملايين برميل)، مما اضطر المملكة بعدها إلى اللجوء للعراق لطلب المساعدة منها في تعويض نقص الوقود لتغطية الاستهلاك المحلي. أهمية عملية "نصر من الله" الحربية: - العملية خطط لها بدقة وعمق منذ فترة طويلة، وقد ابتدأوا في تنفيذها في شهر أبريل من هذا العام وعلى مراحل لتهيئة الأجواء والظروف، حيث بدأ الحوثيون بقصف مناطق ماقبل الحدود اليمنية من جهة المملكة: - ضرب المطارات ومرابض الطائرات: فقاموا بضرب مطار الملك خالد في خميس مشيط، ومطار أبها ومطار نجران، والهدف من ذلك هو إخلاء المنطقة من كل وسائل الدعم الجوي. - قبلها نفذ الحوثيون تسع عمليات هجومية ناجحة بالصواريخ والطائرات المسيرة، ووصلت إلى العاصمة الرياض، لكنهم لم يعلنوا عنها حينها لأسباب تكتيكية حربية، وحتى لا يثيروا سلطات المملكة فتقوم بالرد. - عملية "نصر من الله" تعد عملية برية، شارك فيها وحدات عسكرية متنوعة، برية وجوية، وصواريخ وطائرات مسيرة، ووحدات خاصة كذلك. - تم اسر اكثر من الفي جندي معظمهم يمنيين، ويوجد بينهم فصيل سعودي وفصيل سوداني. - توغلوا في العمق السعودي مسافة 370 كم مربع تقريبا، بحجم مدينة غزة أو دولة البحرين. هذا التوغل يعتبر نقلة نوعية، حيث استطاع الحوثيون من خلاله نقل المعركة إلى أرض الدولة المهاجمة (نجران - جيزان - عسير) بدلا من الداخل اليمني، أي أنها تحولت من موقف الدفاع إلى الهجوم. - أظهرت هشاشة القوات العسكرية السعودية وضعف قدراتها القتالية، كما وأظهرت فشل القواعد والمعدات العسكرية الأمريكية وضعف قدراتها الحربية. أين ذهب كل ذلك السلاح المكدس والمتطور الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني؟؟؟ اين طائرات الاواكس، وطائرات الاستكشاف والرادارت الحدثية؟ أين بطاريات الباتريوت والصواريخ الدفاعية، والطائرات المقاتلة؟؟ - أثبتت أن إمتلاك الإرادة القوية والقضية أقوى من كل ترسانات السلاح المتطورة. - إنعدام الرؤية الصحيحة للأحداث، وغياب الهدف الحقيقي للحرب عند الجانب السعودي أدى إلى هذه الكوارث المتوالية عليهم. - كشفت العملية أن الجانب السعودي أضحى عاريا ومكشوف الظهر بعد أن تخلى عنه الحليف المعتمد (الإمارات) الذي لم يتعرض لأي هجوم حوثي على الإطلاق، وهذا يعني أنها باعت حليفها السعودي بأبخس الأثمان.
دلائل نجاح العملية العسكرية: - التسجيل الفوري والتوثيق الواضح جدا بالصوت والصورة لهو دليل نجاح الإنتاج الإعلامي الحربي لديهم، وهو دليل على الأريحية الكاملة التي تمت بها العملية وتوثيقها المباشر. - إنهيار معنوي فضيع جدا للقيادة السعودية، وهزيمة نفسية قوية وعميقة لدى القيادة والجندي السعودي، ما يعني إنهيارا كاملا للجيش والدبلوماسية السعودية. بالنسبة للدبلوماسية السعودية فقد ركعت، ورضخت للقبول بهدنة جزئية قابلة للتمديد مع الحوثيين نتيجة للضربات الأولى قبل عملية "نصر من الله"، ومع ذلك أكمل الحوثيون خطتهم بإتمام هذه العملية المدمرة فذبحت القيادة السعودية في مسلخها، وفضحتها أمام شعبها وأمام العالم أجمع، وذلك لفرض شروطهم في أي محادثات هدنة قادمة، لأن سقف مطالبهم بعد هذه العملية إرتفع جداجدا. ثلاث ألوية كاملة بعتادها العسكري الكامل تباد وتحرق، ويقتل الكثير من المقاتلين ويؤسر هذا العدد الضخم أمر ليس بالهين، بل هي فضيحة بجلاجل، وضربة قاصمة وهزيمة برية للقوات السعودية أذلتها وحطمت كبريائها. لماذا يتحدث الحوثيون عنها اليوم بعد انتشار اخبار الهدنة مع الجانب السعودي؟؟؟ لأن هدفهم إذلال المملكة وتركيعها، وتمريغ أنفها في التراب. لماذا يستغرب الناس تصريحات الحوثيين عن العملية ونتائجها المعلنة؟ إجابة على السؤال أنا بدوري أسأل: ولم الإستغراب وعدم التصديق؟ هل تظنون أن حوثيي اليوم مثلهم حوثيي الأمس؟ هل تعتقدون أن طهران تفعل بحلفائها وأذرعها في المنطقة العربية كما تفعل السعودية مع حلفائها؟؟ أو حسبتم أنه سيظلون طيلة الخمس سنوات الماضية مكتفي الأيدي ولا يتقدمون أو ويتطورون تنظيما وتجهيزا وتسليحا؟ إن إيران لم تنشيء جماعة الحوثي لتتركها فريسة سهلة، وإنما أوجدتها لبناء دولة شيعية تحت منظومة ولاية الفقيه الإيرانية، لذلك ستجعل منها حزب الله آخر في شمال اليمن، كما هو حزب الله في جنوبلبنان. في المقابل ماذا فعل التحالف بالشرعية والجيش اليمني؟ قامت بإنشاء مليشيات خارجة عن القانون في الشمال والجنوب، وهنا لواء الفتح المشكل من خمسة ألوية كل أفرادها المجندين فيها اضطرتهم الظروف المعيشية للقبول بالإنضمام إليه من أجل الراتب المدفوع. وعينوا على رأس هذه الألوية شخصا ملتحيا كان من رجالات السعودية في دماج تحت مسمى الجناح السلفي، لكن أغلبهم في حقيقتهم يعتنقون الفكر الحوثي، ومنهم هذا القائد: رداد الهاشمي، الذي باع أفراده وسلمهم للحوثيين في الكمين الذي نصبه لهم الحوثيون بالإشتراك مع هذا القائد الخائن المحسوب على الشرعية، وهو في الحقيقة لا يقود سوى مليشيات سعودية خارجة عن القانون. فعملية "نصر من الله" تمت بنجاح وبخيانة قائد لواء الفتح. "نصر من الله!".. لماذا هذه التسمية؟ أتظنونها تسمية عبثية أو اعتباطية، أو بالمصادفة؟ نكون حمقى لو اعتقدنا ذلك! بل هي تسمية خبيثة تشي بالكثير من الأخبار القادمة، ونذير شؤم بما يأتي بعدها. الآية القرآنية تقول: "نصر من الله.. وفتح قريب!". فمن هذا المنطلق فإن هذه العملية ليست إلا تمهيدا، وتوطئة للفتح القريب الذي يخططون له، وهو الزحف على الأراضي السعودية، والاستيلاء على مكة والمدينة!