أصبح اليمن جاهزاً أكثر من أي وقت مضى للحل سياسي تصريح ملفت للممثلة العليا للاتحاد الأوربي "فيديريكا موغيريني". كيف صار جاهزاً للسلام ومعطيات الواقع تقول أنه كل يوم يبعد عن السلام أكثر وأكثر، حيث تتشظى كتله الاجتماعية والسياسية وتباعد الحرب بين مناطقه؟ أضافت مورغيني بأن ملامح إيقاف الحرب في اليمن قد بدأت من خلال مبادرات متبادلة بين الحوثي والسعودية إلى جانب استجابة الأطراف الخاصة في جنوباليمن لحوار جدة بإشراف سعودي. تركز ممثلة الاتحاد الأوربي ومعها المسؤولين الدوليين على الحوارات والمبادرات الشكلية فيما تتجاهل مسالة تضخم المليشيات شمالاً وجنوباً وانحسار الشرعية. بحسب موغيريني فإن المجتمع الدولي بذل جهوداً كبيرة الى جانب الرئيس هادي، لكنها فشلت بسبب تعرضه لضغوطات من جهات سياسية يمنية لا تريد للحرب أن تتوقف حد قولها. كيف للحرب ان تتوقف ولا تزال الثقة منعدمة بين الأطراف ومعظم القرارات الأممية المنبثقة عن مؤتمرات السلام لم ترى أي طريق إلى النور ولم تتخذ أي مواقف ولا عقوبات ضد المعرقلين على ما تم الاتفاق عليه؟ يدفع المجتمع الدولي والإقليم الأطراف اليمنية للقفز الى سلام ولو كان هشا شكليا متجاهلا معالجات آثار الحرب وانهاء مسبباتها كما لو أن الحرب فجأة صارت عبئا على العالم والإقليم وليس اليمن واليمنيين سلام لا ينطلق من قناعة ومصلحة اليمنيين لا يمكن ان ينجح مهما بدت معالمه الإيجابية. على خط الدفع بالتسوية المبهمة أكد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ، أن الرياض تنظر ب"إيجابية" إلى عرض مليشيا الحوثي بشأن التهدئة، داعيًا إلى تطبيقه. مشيرا إلى إن السعودية سعت دوماً إلى التهدئة في اليمن، كما تأمل أن تطبَق تلك التهدئة بشكل فعلي. ورداً على تعليق وزير الدفاع السعودي قالت مليشيا الحوثي إن تصريحه حول مبادرتها، مؤشر إيجابي يدعم السلام. وقال القيادي في المليشيا حسين العزي إن "ما عبر عنه الأمير خالد تجاه مبادرة صنعاء، مؤشر إيجابي وإضافة لصوت السلام والعقل". في ملامح الغزل الذي حمله الخطاب السعودي الحوثي الجديد سقطت كل تلك المبررات التي أطالت الحرب وأمد معاناة اليمنيين لكن هل ستغير ملامح الغزل تلك إلى جانب الضغوطات الدولة شيئا من معطيات الواقع المعقد وماذا عن الشرعية اليمنية التي بدت مستبعدة من الملف المحصور في يد السعودية ومليشيات الحوثي؟