على مر العصور و الازمان خاضت البشرية الحروب و المعارك المدوية من أجل ترسيخ و تطبيق مبدأ واحد وكلمة واحده وهي " الحرية " كلنا نعلم بأن التاريخ قد تتباعد اسفاره و محطاته و نقاط تحوله ولكن التاريخ ابد الدهر لا يموت ... فإننا حينما نَطّلِع على تاريخ بشريتنا سنرى أن ما من حرب خاضها شعبها من أجل الحرية الا و كان نتيجة تضحيتهم النصر و المؤازرة الإلهية لماذا ؟! لأنها حق إلهي فلا حق لعبد من عباد الله و بشر مثلك أن يسلبها منك و لأن الحرية هي اسمى ما وهب الله لأرقى مخلوقاته و هو "الانسان" فلم نسمع ابدا في ديننا الاسلامي الحنيف بأن لأحد الحق الوصاية على انسان آخر بالقوة المسلحة انما تكون العبودية و الخضوع وحده لله الواحد الاحد الصمد يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : ( عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلم ستره الله يوم القيامة ) صدق رسول الله ,,, و الشاهد من الحديث بأن لا حق لإنسان أن يفرض عليك أمرٍ بالقوة أو بالإكراه أو بالدم ولكنهم للأسف لم يأخذوا من الاسلام الا ما ارادوه و ما اتبع هواهم و مصالحهم الشخصية كانت أو الحزبية ومدعين الوحدة ..... مدعين الاسلام للأسف لم يختلفوا كثيراً عن اصحاب الكتب السماوية المنزلة قبل الاسلام ,,, ان ما نراه اليوم من بطشً و قتلً وسفكً لدماء و زهقً للأرواح لَهُ خير شاهدٌ بأن هذا مطالب الشعب بالحرية تسير على درب الحق و ان ما تسمى بالوحدة انما هي كسراب يحسبه الظمآن ماء فظاهرها رحمه وباطنها عذاب اي وحده هذه ؟! وهي وحده بنكهة العبودية !! وحده بطعم الدم وقتل الإنسانية !! وحده بتدمير الممتلكات وتحطيم الاحلام الشبابية !! وحده لم ترتقي لأي من المتطلبات الشعبية !! وحده بالتمييز و القبلية !! وحده بطمس الهوية !! لا و الله فلا يحق الا قول الفاروق الرجل الذي عرف الحق حقاً و الباطل باطلً سيدنا عمر الفاروق حينما قال : ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارً ) نعم فلقد خلقنا احرار و سنحيى احرار و سنموت احرار فالرب واحد و الموت واحد وما هو أهم من الموت أن تموت بشرف و كرامه وفي سبيل حريتك وصدق القائل حينما قال : شر البلية ما يضحك ,,,, فعلاً ,,,, فإننا نراهم على الباطل مجتمعون و من الحق متنافرون اصلاحيون كانوا أو مؤتمريون أو حتى احزاب من اللقاء المشترك تختلف وتتصارع و تسفك دماء بعضها البعض من اجل كرسي الحكم وكلاٌ منهم يبكي من أجلنا و ينزف من عينيه دموع التماسيح من أجل القضية الجنوبية ولكن بمجرد ذكر حرية لشعب و تاريخ و دولة يتوحدون من جديد و يتئازرون من أجل المصالح المشتركة أو بمعنى اصح الغنيمة المشتركة نعم فلا تستغربوا انها غنيمة ففي الحرب ما يخلفه أحد الجيشين يعتبر غنيمه عند الخصم وهذه هي غنيمتهم من حرب صيف 94 ضد الجنوب و ارض الابطال و البواسل " عدن " يكفي كذباً ويكفي هزواً بحق الجنوبيين فنحن اغنى من أن نحتاج لدموع التماسيح هذه فهذه الدموع قد تملئ الجيوب ولكنها ابداً لن تملئ صدور الجنوبيين الاحرار و الحرية ستكون دائماً و ابدا شعلة نضال لا تنطفئ في قلوب كل من حبوك و عشقوك يا ام البلاد يا "عدن" ويا ارض البواسل يا ارض الجنوب.