مرت بداية الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري، ذكرى مقتل محافظ حضرموت الاسبق عبدالقادر علي هلال، الذي قضي في حادثة صالة العزاء بصنعاء عام 2016، مع عدد كبير ممن كانوا حاضرين في مراسم العزاء. ويعد هلال أبرز الشخصيات الذين تولوا إدارة حضرموت على الاطلاق، فقد شهدت في ظل قيادته نهضة عمرانية وتنموية واسعة، وكانت مرحلته بحق مرحلة إنشاء البنية التحتية لمؤسسات الدولة، إذ تمكن الرجل من تسخير كل الإمكانيات لتكون لمؤسسات الدولة مبان ومقرات حديثة، إلى جانب اهتمامه الكبير بتطوير البنية التحتية لعاصمة المحافظة المكلا وباقي المدن، وشق الطرقات وتوسعتها، ومن ذلك بناء الجسور والطرقات الحديثة كشارع المطار، وشوارع خلف وكورنيش المحضار، وشارع وكورنيش الستين، عوضا عن المشاريع الاستراتيجية كخور المكلا المعلم السياحي والجمالي، ومنصة العروض التي لايوجد شبيه لها في عموم محافظات الجمهورية باستثناء صنعاء، علما أن الرجل تغمده الله برحمته كان يحمل أفكارا تطويرية اخرى، منها شق نفق من منطقة المعاوص إلى منطقة خلف، وبناء طريق معلق داخل البحر، يربط حي الشرج باخر نقطة في المكلا القديمة، ومشاريع أخرى في مختلف المجالات، الإنشائية والتنمية البشرية والإدارية والصناعية والثقافية وغيرها، لايتسع المجال للحديث عنها في لحظة استذكار وترحم على روحه، إنما حاولنا هنا الإشارة إلى جزء يسير من إنجازات الرجل، نذكرها وفاءا وعرفانا، وتأكيدا على اننا شعب أصيل يحفظ الجميل، ويرد الفضل لأهله ولا نجحده. عبدالقادر هلال لم يعد على هذه الدنيا، وبالتالي عندما نقر له بالأفضال ونعترف بما قدمه لحضرموت، ونشهد بادارته الجيدة للمحافظة، وقدراته في تسخير الإمكانيات لصالح المحافظة، إنما نعبر عن حسرتنا على افتقادنا لشخصية بتلك الإمكانيات والقدرات القيادية، والرؤية البعيدة في تسخير الإمكانيات، وعكسها في صور انجازات على الواقع. لقد حقق هلال الذي لا ينتمي لحضرموت خلال قيادته لها الكثير من الإنجازات، بينما عجز قادتها الحضارمة الذين أتوا من بعده، حتى أن يحافظوا على تلك الانجازات، هاهي الشوارع مكسرة، والجسور مهدمة منذ سنوات، وتشوهت كل المعالم الجمالية، والكثير منها اندثر بفعل التخريب أو الإهمال وعدم الصيانة، ما يجعل ذلك الرجل الذي أتى من الشمال اكثر عطاء لحضرموت من ابنائها، وقد سجل له التاريخ ذلك في انصع صفحاته. في ذكرى وفاتك نترحم على روحك الطاهرة، ونقول لك غفر الله لك يا أبا حسن، وأسكنك فسيح جناته، وجزاك الله عنا وعن أجيالنا خيرا، فأنت أتعبت كل المحافظين الذين أتوا أو سيأتون من بعدك.