اما آن لهذه البلاد ان تفتح النافذة ليتسرب الهواء الراكد ويغادر بعيدا ، واما آن لكل سدنة معابد الوهم ان يصمتوا ويتركوا الشعب يتنفس الحقيقة ويحلم بواقع جديد بعد ان حطموا كل شيء وامتصوا روح الوطن وسكبوا في مراحيضهم العفنة قيم الحرية والعدالة وخلقوا من بؤس الشعب وقهره والامه انخاب انتصاراتهم يتلذذون باحتسائها، اما آن لزعيق طوابير المطبلين ان يخفت اما آن لمناجلهم المسمومة التي تريد قطع راس التاريخ واذلال شعبنا بالأكاذيب والاساطير والخرافات ان تكسر وتوضع في افواههم . بعد كل القصائد والتراتيل والعقاقير السامة التي حكم القدر ان تسري في وريد الوطن ويتحملها قلبه مكرها هل نفتح النوافذ ليتنفس صدره المكتوم بالمآسي الهواء النقي . هل هذه المخلوقات الصغيرة هي من يصيغ المستقبل وهي لم تقدم في اللحظة الراهنة سوى البؤس والشقاء والجمود وتحاول بكل اوتيت من قوة ان تدس انوفنا لنسجد على عتبة الاوثان الحجرية المقدسة وتداوم على تعطيل اي مشروع سياسي يفتح المجال للانفراج والخروج من نفق الظلام والهزيمة والمذلة . اين هو التغيير الخلاق الذي ينطلق من مصالح الجماهير المسحوقة ويربي الامل في مستقبل اجمل ..اين مستمسكات النهوض بعد ان اقتلعوا جذور الحلم وسرقوه ليصب اوراقا نقدية في حسابات السماسرة والارهابيين.. لماذا عجزنا جميعا عن فتح مجال للجيل الجديد والقوى الوطنية لتضع مشروعها بعد ان وقعنا في فخ الثنائية المقيتة التي لا تؤمن اصلا بالتغيير وتعتبره مهددا للنسق البشع الذي يساق عبره البلد ارضا وانسانا وثقافة الى الحضيض والدرك الاسفل من الفشل والانهيار ..افتحوا النوافذ ولتدق طبول التغيير لتفتح كوة يتسرب منها النور فهذا البلد يستحق الافضل ويستحق ان يحيا ويحلم ويعيد ترتيب اولوياته .