هناك فرق شاسع بين انتقاد فكرة قدمها عالم دين أونقضها، وبين هدم المرجعية الدينية بصفة عامة وتنصيب الهوى مفتيا، ليصبح من يحترم عالم الدين إرهابيا تكفيريا داعشيا، ومن ينشر ازدراء القيمة الجوهرية للعالم الديني مثقفا منفتحا. وهناك فرق شاسع بين انتقاد تصرفات سلبية في المساجد و تحطيم القيمة المقدسة لدور العبادة بالمطلق. هذا الهدم والتحطيم خلق جيلا لا يبجل عالم الدين ولا يقدس دور عبادة. دينك أعطاك فسحة عظيمة ليطمئن قلبك ويقتنع عقلك، وإن ارتبت( دع مايريبك إلى مالا يريبك) وإن كثرت عليك الفتاوى ( استفت قلبك) البر ما اطمأنت إِليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإِن أفتاك الناس وأفتوك) وكلاهما حديثان للرسول صلى الله عليه وسلم. الأمر لم يعد أن عالم الدين الفلاني أساء أو أخطأ، فقد أصبح عالم الدين بصفة عامة (رمزا للتخلف والإرهاب والازدواجية) والأمر لم يعد تصرفات سلبية خاطئة في المساجد نعترض عليها وننتقدها، بل أصبح المسجد بلا قيمة مقدسة ورمز(التطرف والرجعية). اتقوا الله في هذه الأجيال التي يصيبها الضياع والتشتت بسبب هدم القدوة والمرجعية والقدسية بهذه الصورة المفزعة، علموهم ترك ما لا يقنعهم والبحث حوله وليس النقد والانتقاد المطلق فقد أصبحوا صرعى الاكتئاب. ونصيحتي لهذا الجيل، تعلم كيف تبحث حتى تقتنع ولا تكن متلقيا مهما كان المصدر.