بصريح العبارة قالوها العديد من الكتاب والمحللين السياسيين ومازالوا يقولون أن نظام صنعاء بشقيه الشرعي واللا شرعي هو كائن مزيج مركب ظاهره إنسان وباطنه شيطان لا سياسة تنفع معه ولا حوار. كل أفعاله شيطانية قائمة على مقولته الشهيرة جنان يخلصك خير من عقل يحنبلك يمارسها على حد سواء مع الذين يعلمون بها والذين لا يعلمون على المستويين الشعبي والرسمي عليها يبني علاقاته لتحقيق مآربه والحفاظ على مصالحه. فالحوار اختتم لكن بروتوكول التوقيع على اتفاق حوله أصبح معضلة وقضية معقدة يجري تأجيله من موعد إلى موعد ومن أسبوع إلى أسبوع حتى يتمكن من السيطرة الكاملة على المناطق المحررة وينتزعها من المجلس الانتقالي الجنوبي وخير دليل ما حدث في مديرية أحور في أبين من مواجهة عسكرية تقدمت خلالها قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية بسرعة تقدما ملحوظا لا نجده أبدا يحدث بالنسبة لتحرير صنعاء من الحوثيين, بل أن البيان الصادر عن الجيش اليمني مازال يعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي عدوا لا شريكا بعد اتفاق الرياض وأن قواته مجاميع مسلحة يحارب ضدها غير مرحب بمسألة ضم القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي هي قوات المقاومة الجنوبية من أحزمة أمنية ونخب إلى قوائم الجيش والأمن. العمليات التي أقدم عليها الجيش اليمني تعد انتهاك لاتفاق الرياض ووأد له قبل أن يولد سبقه تصعيد إعلامي من منابر جماعة الإخوان المسلمين المحلية والإقليمية يعقبه تصعيد عسكري ينسف كل جهود المملكة العربية السعودية قائد التحالف العربي راعي الحوار ونتائجه بين طرفي الحكومة الشرعية اليمنية من جهة, والمجلس الانتقالي الجنوبي من الجهة الثانية. الأمر الذي يتطلب من قيادة التحالف العربي ورعاة اتفاق الرياض التدخل السريع لوقف الزحف المتعمد الغير قانوني والخارج عن بنود الاتفاق وأن يضع حد للتجاوزات وإنهاء هيمنة حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي استجابة لجماهير الاعتصام في سقطرى أمام مبنى المحافظة. فلا يوجد أي وجه للمقارنة بين ما يحدث في محافظة أبين ومحافظة سقطرة. ما يجري في سقطرى إجراءات سلمية تكفلها القوانين السياسية والإنسانية يهدد المحافظ بقمعها بقوة السلاح الحزبية, بينما ما يجري في أبين هو عمليات عسكرية عدوانية لإحلال الفوضى محل النظام بغرض إعادة الرعب والإرهاب. وعلى ضوء ما يجري في أبين وحتى شبوة قد يرفض طرف الحكومة الشرعية التوقيع على اتفاق الرياض أو على الأقل يماطل حتى يحقق له المزيد من الانتصارات والمكاسب على الأرض ويفرض أمر واقع. ليصبح مصير التوقيع الفشل الذريع ومن هذا المنطلق يتعين على الانتقالي أن لا يقف مكتوف الأيدي سواء نجح التوقيع على الاتفاق أو فشل بل يمضي قدما لتحقيق المزيد من الانتصارات والمكاسب ميدانيا في جبهات أبينوشبوة وحضرموت الداخل وسقطرى وتحريرها من القوات المسلطة على أبناء وأهالي تلك المحافظات والدفع بها لمواجهة الحوثيين وذلك تنفيذا لبنود الاتفاق من طرف واحد. كما أن على التحالف العربي بقيادة السعودية تكثيف الدعم المادي والمعنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي في جهوده لمكافحة الإرهاب.