منذ اندلاع الحرب الأخيرة في اليمن لايزال اليمنيون في رحلة البحث عن مدينة امنة يمكن ان تكون ملاذا للاطراف الغير مشاركة في الصراع. اجبر الصراع الممتد منذ خمسة أعوام مئات الآلاف من اليمنيين على مغادرة البلاد إلى خارجها. وحدها جمهورية مصر العربية باتت تحتضن أكثر من مليون لاجئ يمني هربوا من البلاد بسبب الحرب الدائرة هناك . وتأتي تركيا كبلد ثان بعد مصر في استضافة اليمنيين هناك . وبحسب وكالة الاناضول فقد زاد عدد المنازل التي اشتراها اليمنيون في تركيا خلال الأشهر التسع الأولى من العام الجاري بمعدل 536 بالمئة مقارنة مع ذات الفترة من 2015.
و اشترى اليمنيون في تركيا 1082 منزلًا خلال الشهور التسعة الأولى من 2019 مقابل 170 منزلًا فقط خلال الفترة ذاتها في 2015.
- وتقول الوكالة ان اليمنيين احتلوا المرتبة ال15 بين أكثر الأجانب شراءًا للمنازل في تركيا عام 2017، ثم المرتبة ال11 عام 2018، وال9 عام 2019.
- رئيس شركة العقارات الأمريكية "كولدويل بانكر" في تركيا، غوكهان طاش قال ان الموضوع الملفت للانتباه في مسألة بيع المنازل للأجانب، هو زيادة عدد العقارات التي اشتراها اليمنيون في تركيا. وحصل اليمنيون في مصر على المركز الاول بين الجنسيات العربية الأكثر شراء للعقار. وبحسب مصادر شبه رسمية في مصر فقد اشترى اليمنيون أكثر من 60 الف قطعة عقار خلال عامين فقط . وتسببت هجرة اليمنيين بهجرة كم هائل من النقد الاجنبي إلى خارج البلاد كان يمكن الاستفادة منه. ويقول مراقبون للوضع السياسي والانساني في اليمن انه كان يفترض وجود مدينة محايدة يمكن ان تكون ملجأ للاطراف المدنية المناهضة لكل اطراف النزاع الحالية . ومع تحرير مدينة عدن كان يفترض لها ان تكون نموذجا يضم كل الأطراف ويفتح ابوابه أمام الاستثمارات التجارية لكن المدينة سقطت في وحل الفوضى والتناحر المناطقي والعسكري. وطرحت المهرة نفسها كمدينة بديلة حيث توافد اليها عشرات الآلاف من الناس إلا ان التوتر سرعان ماطرق أبوابها عقب وصول الصراع السياسي بين الاصراف المتصارعة اليها. مأرب في اقصى الشمال الشرقي كانت واحدة من ابرز المدن التي استفادت من الحرب وشكلت مركزا تجاريا وسكنيا كبيرا. وظلت مأرب مركزا هاما لجأت اليه كل الأطراف لكن حالة القصف المتكررة من قبل الحوثيين لها افقدتها القدرة على الاستمرارية كمكان آمن .