ثلاثة أشهر انقضت وأيام الاسبوع الاول من الشهر الرابع تتدافع مسرعة ليلتحق ذلك الشهر بزملائه وأفراد وضباط القوات المسلحة بدون مرتبات وأسرهم وعوائلهم تعاني من الجوع والعوز مالا يتصوره عقل.! هذه الشهور الثلاثة مرت ومطالبات واعتصامات أفراد الجيش تكاد تكون يومية من أجل صرف مرتباتهم ولم تلق هذه المطالبات آذان صاغية، أو أي لفتة من مسؤولي حكومة الشرعية، فمن ينصف هؤلاء العسكر من استبداد وفساد هذه الحكومة الذي لا يستطيع أحد اخفائه أو تبريراته، فهم يعلمون انه لا حسيب ولا رقيب عليهم، فالمعلومة التي يتداولها الناس أصبحت حقيقة وهي أن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لا يعلم شيئا عن هذه المهازل والجرائم التي تحدث، ومنها عدم استلام العسكريين مرتباتهم للفترة المذكورة، ذلك لأن الملتفين حوله من اللئام وبعضا من السذج سياسيا يحجبون عنه تلك الأخبار فهي في نظرهم من الأشياء غير المهمة ولا يحسب لها، فقطع المرتبات وتأخيرها وانقطاع الخدمات وكذلك الفساد المنتشر في الوسط الحكومي، هذه كلها يرونها سهلة ولا لها قيمة، ولا يمكن أن تبلغ إلى الأخ الرئيس فهي من صناعتهم وهم يعتقدون أن التلاعب بأقوات الناس وقطع الخدمات على المواطن سوف تثنيه عن المطالبة بحقوقه السياسية التي يبلى فيها الأخ الرئيس بلاء حسنا وهي من صلب مهامه رغم العوائق التي يزرعها الفاسدون أمامه. إن الذين يمنعون وصول الأخبار إلى الأخ الرئيس بحجة أنهم حريصون على صحته وسلامة تفكيره إنما هم بأعمالهم هذه يسيئون بإنجازاته ويضعون العراقيل أمام تحقيق التقدم المطلوب لمشروعه السياسي الكبير الذي يزمع تحقيقه في المنطقة والإقليم، والذي لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا إذا تحقق له نجاح موازي في المجالات الأخرى، ومن أجل الوصول إلى ذلك يتطلب من الاخ الرئيس تطهير واقتلاع كل من له علاقة بهذه الجرائم التي يتعرض لها المواطن بما فيهم العسكري من قبل الحكومة، وألا تأخذه رأفة بالفاسدين الذين أثروا وامتلكوا الفلل في الداخل والخارج من أموال الفقراء والمساكين لكون الفساد قد بلغ ثروته ولم يشهد المواطن أسوأ من هذه الفترة والسبب يكمن في تمادي وإصرار هؤلاء الفاسدين والتلذذ بمكابدة الحياة وصعوبتها التي يعانيها المواطن بدون أي راجع ولا صحوة من ضمير، فكل ما يتعرض له الناس من الارتفاع في الأسعار وقطع المرتبات تتحمل مسؤوليته هذه الحكومة، واعلموا أن كل ما كسبتموه من أموال الناس والحرام فإنكم ستسألون عنه أمام ملك الملوك يوم العرض الأكبر فماذا ستقولون لربكم قبح الله وجهوهكم.!!