ماحدث من مشكلات مؤخراً يحفزنا جميعاً للمراجعة ، فلقد اتضح أن بنية الدولة لم تتأسس على النحو المطلوب ،خاصة بنية العدل . حقاً إن إصلاحات جرت على نحو ممتاز غير أن الإصلاح لم يتناول القاعدة ، وهي قاعدة مهمة تتمثل في تنظيف القضاء من قضاة فاسدين ، لم تصمد أمام فسادهم كثير من نوايا الإصلاح والتغيير، وإلا فماذا يعني أن يجمع الناس على فساد قاضٍ ،فإذا به يتحول بفساده إلى منطقة أخرى ، وإلا فماذا يعني أن يحشر المظلومون أفواجاً للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة لتقصي حقائق ويواجه القاضي الفاسد بالشهود ثم لا يقدم لمحاكمة عادلة. غفل الرئيس عن المتابعة الجادة لمؤسسة القضاء، ونحن نعلم أن قضايا ظلت تشغله كبيرة وخطيرة ، منها معالجة تقسيم اليمن ومواجهة موضوع دعاة الانفصال ، غير أن هذه الدعوة أو الدعوات استغلت موضوع غياب العدل ، فهناك قضية المتقاعدين التي ظلم فيها كثيرون ولم يقم العدل في البت فيها ، وهناك موضوع العلاوات التي يغادر صاحب حضرموت أو الضالع إلى صنعاء فلم يجد فيها إنصافاً ، وهناك قضية التأميم التي نفذها شيوعيون لايفهمون مبدأ الشيوعية من الأساس ، فأمموا صندقة تبيع الشاي في خور مكسر وكريتر ،أسوة بتأميم مصانع حديد وصلب في (فلادفستوك) بروسيا ومصانع الفحم الحجري في (هنغاريا) . ولم يصدر حتى اللحظة قانون بإلغاء قانون التأميم الذي أخذ حق من يملك وأعطاه لمن لايستحق في جنوب الوطن وعرضه ، ولا يعلمن احد فلسفة مفادها أن على مواطن حضرموت أو الحجرية أو أبين أن يخسر مائة ألف ريال أو أكثر ويتحمل مرارة الاغتراب واللف والدوران بين مكاتب عابثة ليراجع على علاوة خمسمائة ريال فوق المرتب.! لو أن هناك عدلاً لأنصف القاضي مظلوماً طغى على حقه «صنديد» متكبر وظالم غشوم ، ولما وجد شاب عمره خمس وعشرون سنة أحيل إلى تقاعد بدون أي حكم قضائي . ولو أن هناك عدلاً ماجرأ مستهتر أن يتجاوز طالباً عمره عشرون سنة حصل 90 % حصلها على نور لمبة الجاز وربما تريك الشارع وعلى حساب ضرورات عيش إخوانه الأيتام ، أملهم أن يتخرج هذا «العشريني» وصاحب العلامة التسعينية، ليكون لهم نافذة ضوء ويساعدهم على تجاوز قسوة الحياة.. لو أن هناك عدلاً ، لما .. لما .. لما. ماحدث من مشكلات يمنية يحفزنا لنفكر في يمن بدون(شعّاب) بتشديد العين وكسر الشين .. يمن يجد فيه القانون والنظام وطناً.