طوال 28 عام كان الجنوبيين على الهامش تتخطفهم أيادي الشر هنا وهناك وان ظهروا فظهورهم كان أشبه بمأجورين لشرعنه استمرار الشمال بالسيطرة والاستحواذ على الجنوب ومقدراته اما اليوم فقد تغير الحال وانقلبت الموازين وأصبح الجنوبيون هم صناع الحدث وصناع السلام ورقما من الصعب تجاوزه وبات الشمال بكل مكوناته وكياناته السياسية والمجتمعية والقبلية وبعد غرور طال أمده على قناعة بذلك و حتى مالحظناه من مخططات تستهدف الجنوب من قبل القوى في الشمال ينفذ من خلال إبراز الديكور الجنوبي وهذا بحد ذاته هزيمة نفسية لقوى الشمال كونها تدرك ان امر وجودها في الجنوب انتهى والى غير رجعة وعلى هذا الأساس ايضا أصبح الإقليم والعالم على بينة من أمره وهو ما لمسناه في إصرار المملكة العربية السعودية الممسكة بالملف اليمني والفلتر الأول لملخص كل مشكلات اليمن شمالا وجنوبا امام القوى الكبرى وبقية دول العالم على ان يكون نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي (جنوبي) ممثل عن الشرعية في اتفاق الرياض مقابل ممثل الانتقالي الجنوبي د. ناصر الخبجي بحضور المسئولين الشماليين كضيوف شرف وهذا بحد ذاته صفعة قوية من قبل المملكة في وجه الطرف الشمالي وحتى ولي العهد السعودي في كلمته بمناسبة انجاز الاتفاق شكر فيها الرئيس هادي ولم يشكر الشرعية اليمنية او الحكومة كمؤسسة و في هذا ايضا ضرب تحت الحزام للشق الشمالي من الشرعية. ولتزييف الواقع يسعى اعلام الشق الشمالي للشرعية تدليس الحقائق والتقليل من أهمية الاتفاق كونه وقع من قبل مسئولين جنوبيين عن الطرفين متناسين ان في هذا أهانه واحتقار للقوى شمالا و في الختام اقول ان هذه المكانة التي بلغها الجنوب اليوم ماكان ليبلغها لولاء الصمود الأسطوري والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجنوبي منذ مابعد 94 مرورا بالثورة السلمية في العام 2007 الى حرب الدفاع عن الجنوب في العام 2015 والى يومنا هذا ولازالت المراحل القادمة تحتاج منا مضاعفة الجهود وبشكل منظم وبحنكة سياسية وعسكرية وتنظيمية و أدرية للوصول بالجنوب الى بر الأمان. ملخص المقال وفيما يتعلق بشماليي الشرعية ينحصر في المثل الشعبي الذي يقول داخل بالحزن خارج من الميراث