الأهداء..إلى كل من أساء وستقصدني بتجريح شخصي، إلى كل من يبصر الحروف وهو أعمى بصيرة، وكل من يتفاخر بشهاداته ومركزه العلمي ويشير باستحقار إلى معاناتي، إلى كل "تبيع" أغضبه رأيي الناقد للمتبوع. أتحدث لكم بمستواي البدوي، كراعي للأغنام، كفلاح، ككادح، كعامل أشقاه الزمن، سأنطق بلساني، بلهجتي، منطلقاً من ثقافتي البدوية، وعقليتي المرتبطة بالبيئة المتخلفة التي هي سيدة الموقف في وطني، بل وفي كل الأوطان العربية، وألفاظي القاسية لا أستطيع أن أغلفها بالدبلوماسية، لن أظهر بغير ثوبي مثل من يحاول خداع الناس، مثلكم مثل الأتباع وأتباع الأتباع، أنا هذا الإنسان البسيط أنا الذي أتألم من أفعال الحمقى، أنا من جُنيّ عليّ وعلى جيله يوم قرعتم بأيديكم التي تقرعون بها اليوم الطبول لنفس الأشخاص، وهم يمضون صوب الطريق الخطأ، وكنتم معاً مصدر بؤسنا وشقاؤنا وجهلنا وتخلفنا، ووجعنا الذي لا يرغب بمغادرتنا بعد كل هذه السنيين. الحق الي أن أقول ولن تستطيعوا إسكاتي، بإرهابكم، بترهيبكم، بسخريتكم، لن تقدروا أن تمنعوني أن أبوح بما في نفسي، قلمي حجر وورقي جدران أنحت رأيي على قارعة الطريق، أقرأ أيه "التبيع" "وأنطح" الجدار أن لم يعجبك ما كتبت وما قلت!! أن رأيت أحداً أخطأ سأقول بكل وقار "لا"، وأيضاً بصوت عالي أقولها، وكيف ما شئت قلت، لأنني حر، لأنني مستقل برأيي، لأنني غير مرتبطاً بأحد، غير منحازاً لشخص بعينه، غير محسوب لفريق ضد الأخر، أنظر إلى الجنوب بكامله، إلى أبناءه على حداً سوى، و أعُبر عن ما في نفسي عن آلامي عن وجع شعبي التي كانت نتاج أسلوبكم، ونفاقكم وطريقة تعاملكم مع الأحداث والوقائع، أعبر بكل حرقة عن ما جانيتموه عليّ وعلى أمثالي من البسطاء، الفلاحين، الرعيان، العمال، الحفاة، العراة، كافة أطياف الشعب المغلوب على أمره. لكم الحرية بقول ما تشاؤون أمنحوني صك الوطنية أو أمنعوه فمهما شوّهت الظروف بصيرتي، وبلغ القبح عندي مبلغه ،فلن أكون أقبح من قبحكم وأكثر تشوهاً منكم، بعضكم قد يرى نقدي بذيئاً ولكنه ليس أكثر بذاءةً من ما أنقده. في الماضي قرعتم الطبول لهم وهم على الطريق الخطأ، صفقتم لهم وهم يمشون إلى الجحيم، في الماضي كنتم سبب بؤسنا، فقرنا، جوعنا، كنتم سبب ما نحن فيه اليوم. لن أكون مثلكم مجرد تبيع، بكل قوة سأحافظ على استقلالية عقلي، على حريتي، على موقفي، لن أحيد عن إرادة شعبي سأمسك به وأتمسك بهدفه الأعظم، سأكون منحازاً إلى الوطن ومصالحة، إلى المواطن وكرامته، ولن أقبل أن أكون مجرد قارع طبل مثلكم أيه الأتباع، دينكم تقديس الأشخاص وديني تقديس الوطن، إذن لكم دينكم ولي دين. لا أدري ماذا تريدون مني أن أقدم لكم بعد كل هذا البؤس والشقاء الذي صنعتموه لنا؟؟ هل تريدون أن أهديكم الورد عندما أراكم تقتلون مستقبل الأجيال مثلما قتلتم مستقبل جيلي بوقاحتكم وغباؤكم؟؟ هل تريدونني أن ابتسم بوجيهكم عندما أراكم تسحقون الآمال داخل أفئدتنا بتبعيتكم للأشخاص دون اكتراث بالوطن؟ سأوجهكم نداً لند، مستنداً على شهادات معاناتي وأنتم متكئون على شهاداتكم الورقية، انا انتصر للوطن وأنتم تنتصرون لأنفسكم، وثقتي كبيرة أن الحقيقة ستنتصر ولو بعد حين. أخيراً وليس أخرا سأضع يدي على يد الأحرار، لينصروني وأنصرهم، ليعينوني وأعينهم، لنكون سنداً لبعضنا البعض، ضد الباطل المغلف بالدبلوماسية، ضد النفاق والمنافقين، ضد ثقافة عبادة الأشخاص الأنفة، ضد ثقافة الوثن والأصنام البائسة التي تريدون استحضارها وإعادة إنتاجها من جديد، سنسير بالطريق الصحيح، سنعمل بكل جهد ليكون الجنوب الجديد شعب بكل فئاته يقود الدولة، لا أن يقوده أشخاص مثلما تقاد القطيع، سنسير بكل ثقة، دون أن نلتفت إليكم مهما تعالى نباحكم سنستمر بالسير بكل شموخ، بكل أباء، "سنحفر على وجه الجدار أما فتحنا ثغرة لنور أو متنا على وجه الجدار".