تقدم مؤسسة وثاق تقريرها الثاني عن اكثر الجرائم الخطرة التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء في احدى مديريات محافظة حجة مأساوية: في مديرية "كُشر" ( 241 ) كم شمال صنعاء – العاصمة . خلال عام 2012، لقي 37 شخصاً من السكان المحليين المدنيين في مديرية كشر محافظة حجة مصارعهم بفعل الألغام التي زرعها مقاتلوا الحوثي في قراهم وفي مناطق رعي الماشية ، وعلى الطرقات . وهناك 45حالة معاقين ، بعض هؤلاء إعاقتهم دائمة ، منهم أطفال ونساء . ولان الحكومة لم تقم باي جهد يذكر في هذه المنطقة المنكوبة ، وبسبب رفض الحوثيين نزع الألغام او الكشف عن اماكنها ، فإن هذه الأرقام ، مرشحة لسقوط المزيد من الضحايا ، وهذا أمر فادح ويجب ان يحرك الضمير الانساني . قبل 4اشهر تقريباً انزلت "وثاق" تقريرها الحقوقي الاول ، وكان شاملاً عن حالات الانتهاكات التي تعرض ويتعرض لها المدنيون في محافظة صعدة ، وكان ذلك عملاً جباراً لفريقنا الميداني ، الذي تجشم الصعاب ورصد بدقة حالات الانتهاك الأدمي .واليوم وها نحن نضع بين ايديكم تقريرنا الثاني ، وهو يتركز بشكل محوري حول حوادث الألغام وضحاياها من المدنيين في مديرية "كُشر" من محافظة حجة ، التي لا تزال تتربص بأرواح المدنيين وتفتك بهم .تناشد مؤسسة "وثاق" الحكومية اليمنية والمعنيين بحقوق الانسان ، ان يسارعوا لإنقاذ حياة الكثير من الاسر و الاطفال والنساء ، من خلال إرسال فرق من المتخصصين الى مديرية "كشر" لتفكيك تلك العبوات المزروعة في بطون الوديان وعلى طريق المدارس ، وفي المراعي .. وتأمل "وثاق" ان يتم ذلك بشكل عاجل .
كما ان ، المؤسسة تناشد لجان الوساطة واصحاب النفوذ والتأثير لدى جماعة الحوثي ، ان يعملوا ما بوسعهم ، لإقناع الجماعة (جماعة الحوثي) لأن تكشف عن خارطة الألغام المزروعة في هذه المديرية الأهلة بالسكان والماشية .ومؤسسة "وثاق" تحذر من كارثة إنسانية في مديرية كشر ومستبا ، بسبب حملات التهجير القسري للسكان المحليين هروباً من الألغام اومن قسوة الحوثي ، الى مخيمات النزوح والتهجير الجماعي ، المفتقرة لأبسط إمدادات الغوث الانساني والمساندة .وتؤكد "وثاق" ان بقاء الوضع المأساوي على هذه الحالة المتفاقمة ، سيتحول مع الوقت الى مثلث خطر على السلم والأمن الاجتماعي في شمال حجة وعلى حدو المملكة العربية السعودية ، التي يتكوم البؤس والحرمان والتشرد على شريطها الجنوبي يوماً اثر يوم .
مؤسسة وثاق للتوجه المدني صنعاء _ الأثنين 11مارس2013