الحوار الذّي ينبغي أن يحل المشاكل ويجتثها ، سيكون هو القنبلة الموقوتة الذّي سيفجر الوضع ، وسيتحاور المجرمون على جثث الأبرياء والدم المسكوب ، خصوصاً إذا تبجحت حكومة صنعاء وقررت الحوار في العاصمة الجنوبية عدن.!!
بكل بساطة أبناء الجنوب لن يسمحوا للمجرمين والمتنفذين والقتلة أن يتحاوروا على أراضيهم ، على حساب قضيتهم ، ووطنهم. سيخرجون حتماً للاحتجاج سلمياً ، ليعبروا عن إرادتهم الحرة النزيهة ، المعبّرة عن عدالة القضية والولاء لله ثم للوطن ، والوفاء للشهداء ، ليعلم العالم أجمع أن مطلبنا وطن أرض ، هوية وكرامة ، وان لا ناقة لنا ولا جمل في حوار بين سادة الحرب وأمرائها ،الذّين اتفقوا قديماً وحديثاً على أن الجنوب غنيمة حرب لا ينبغي التفريط به ، ولو أُبيد الجنوبيين عن بكرة أبيهم ، واختلف حديثاً على حصص النهب لكل منهما ليس إلا.!!
سيخرج الجنوبيين ، وسيزحفون نحو عاصمتهم الأبدية عدن ليعبروا عن رفضهم لهذا الحوار سلمياً ، لكن وحشية الإحتلال لن يتركها لتمر بسلام حسب تنبؤي، وسيتكرر مشهد 21 فبراير وأكثر،سيما وان لا حسيب ولا رقيب على الأمن وعنجهيته وأمام مغبة قرارات التكفيري وحيد رشيد وأعوانه وذاك لن يجدي.
فقوة وصلابة الإرادة الجنوبية لن يردعها رادع ، فقد أصبح الجميع يتسابق على الشهادة ، يحبون أن يموتوا على أرضهم كرماء ومدافعين عن الشرف والحق المسلوب كما يحب المتحاورين أن يعيشوا على هذه الأرض جبابرة متنفذين ، ضاربين بالإرادة والحق عرض الحائط ، مستبشرين بقرارات وضعية أممية آنية تخدم المصلحة وتتعامل مع الواقع وفق متغيراته والتي مثلما تغيرت بالأمس واليوم حتماً ستتغير غداً.!!
وأثق كل الثقة أن أي قرار لا يمكن أن يُفرض على الجنوب وشعبة مالم يكن مرجعيته الشعب ذاته ، باستفتاء حر ونزيه ، يخيّر فيه الجنوبيين إما بالوحدة او الاستقلال ، مع إيماني الصلب أن الإحتلال لا شرعية له على أرض الجنوب ويجيب ان يرحل بدون قيد أو شرط ، جاراً معه أذيال الهزيمة والذل والعار ، معتذراً لشعب قتل ثلة منة ، وأرض باع منها كيلومترات عديدة ، وثروات جعل الشرعية فيها للغرب لا للشعب.!
فيا ترى هل سيكون هذا الحوار هو بداية انطلاقة ثورات لا تبقي ولا تذر؟ ، أم سيترك كلاً يعبر عن رأيه ورفضه ويوصل صوته للعالم بكل أريحية؟
ف الشعار الشائع الذّي بات يردده أحرار الجنوب في كله الأزقة والحارات، هو (إما استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين) ،(إما السيادة على الأرض أو الخلود تحت الأرض) ، وغيرها الكثير من شعارات الثبات والعزيمة والإصرار والتحدي ، والمعروف ان في الجنوب شعبٌ لا يقول مالا يفعل ، شعاره الحق دائماً ، وهدفه العزة والكرامة ، لا يتنازل عن جزء يسير منها ان يضل متمسكاً بكامل الأهداف حتى تحقيقها رافضاً أنصاف الحلول ولو فني دون ذالك ، فلا جدوى من استخدام القوة أمام هذا الشعب الصلب ، ولن يؤدي استخدام لقوة المفرطة على ضد النضال السلمي إلا حصد المزيد من الأرواح البريئة ، فهل سيدرك ذالك سادة الحرب وأمراءها ؟.!
لمن لا يعلم تاريخ الجنوب النضالي وصلابة شعبة علية أن يدرس بدقة قصة خروج الإحتلال البريطاني ، كم من العروض رُفضت ، وكم من الاتفاقيات مزقت ، وكم من إنصاف الحلول التي حاول البريطانيون من خلالها تثبيت أنفسهم حتى بعد زوالهم من على الأرض تجاوزها الجنوبيين وأبوا جميعاً إلا ان يرحل الإحتلال بدون أدنى قيد أو شرط ، فالأرض الجنوبية لا سيادة لأحد عليها إلا لأبنائها.!
أسال ربي أن يحقن دماء كل المسلمين ، وأن يعيد إلينا وطننا الحبيب بكامل جغرافيته ، وأن يفك القيد عن المأسورين قسراً وظلماَ وجورا ، وأن يرحم الشهداء ، ويشفي الجرحى. الخلود للشهداء والعزة لأهلنا وأهلهم جميعاً.