وأنت تذهب لتشتري بما في جيبك من "صكوك عزّة النفس" ما يسدّ رمقك، تكتشف أنّ عُملتك لا تنفع لتوفيّر حياة كريمة.. وإنّ الكرامة بنك بدون سيولة. حينها تصبح أمنيتك أن تغدو لصًّا.. بعد أن جعل الوطن من اللصوص قُدوتك! مسئولية من مبدأ خدمة مصلحة الذات والأقارب على حساب مصلحة الإنسان والوطن، لأنه يفتقد الثقافة والقيم التي ترفع مصلحة الوطن فوق كل المصالح وينظر للإنسان سواء ذلك الذي يشاركه المواطنة أو الإنسانية كأداة تحقق له المزيد من المصالح. هذا النوع من المسئولين لا يكل ولا يمل من البحث وراء المزيد من المال الذي لايستحقه ونهب المزيد من الأرض التي لم تكن ملكا له كأبشع أنواع الإقطاع في " عدم الشبع " مما يجعله يبحث عن المزيد حتى يصل به الأمر إلى أن يطمع في بعض أملاك المواطنين. بل أنه ينسى دوره في مراقبة الأعمال التي تقع تحت مسئوليته ويصبح أغلب المرؤوسين في إدارته مصابين بنفس المرض الإقطاعي، وتصاب المؤسسة التي يرأسها ذلك المسئول بالمرض، وينعكس كل ذلك على مصلحة الناس والوطن بكل الآثار السلبية التي تسيء إلى سمعة البلد وترسخ فكر الفساد لدى الشباب الطامحين لخدمة أوطانهم مما يجعلهم يفكرون في استخدام أقصر الطرق للثراء عن طريق الفساد وهم يرون المسؤولين اليمنين والعرب عامة " القدوة " يمثلون أوضح أمثلة الثراء السريع المتجرد من أبسط قوانين الضمير والنظام والعدالة حتى لا تندثر ملامحنا مع مرور الزمن علينا ان نقف لبعض الوقت من آن لاخر ونرى ما الذي فعلناه بانفسنا وما الذي سمحنا للايام والبشر ان يفعلوه بنا فاننا ومهما كانت النتائج المسئولون الوحيدون عما وصل له حالنا فحين تهون علينا انفسنا نهون على الناس لذا يجب مراجعة انفسنا قبل ان تندثر ملامح ذلك الشخص الذي عرفناه يوما. لايمكن صنع وطن كبير بمواطن صغير. هي اوطان ماكنا فيها مواطنين بل جماهير يلازمها الشعور بالدونية فما كان الوطن سوى السادة الجالسين فوق القانون وفوق المحاسبة افراد يتحكمون في شعوب ، عصابات باوسمة ونجوم كثيرة لصوص محترمون يتناوبون على المناصب الحلوب ولايختلفون الا على اقتسام الغنائم. يضعون بينك وبينهم علم الوطن مزايدين على المواطن وطنية متنقلين في السيارات الرسمية متحدثين باسمك في المحافل الدولية موقعين عنك الصفقات. انهم صوتك وصورتك ويدك..... وحدها جيبهم ليست جيبك.