لسنا شامتين ولا من الذين يتشفون .. في مصائب اوطانهم ..ولا حتى فيمن يعارضنا الرأي… فنحن جيلا جبلنا عن احترام الرأي والراي الآخر… قبل أيام من شهر ديسمبر المنصرم والموافق لكانون الاول ..وكالعادة دائما ما امر على قطعتي .. المحاذية لمدرسة جمال بوسط مدينة مودية… اتأمل واقف امامها واحلم بتعميرها .. لتسترني وتأويني انا واسرتي الكبيرة والتي جلها اناث… من متاعب الإيجارات التي تشوي ظهري مع نهاية كل شهر .... وقبلما اترجل من سيارتي هذه المرة ..وإذا بعلم الجنوب يرفرف على جدار قطعتي ..المشيدة بالبناء حتى محاذات الشبابيك… والعلم يحمل النجمة الحمراء من الامام يسار ومن الخلف يمين… تسلقت الجدار وانزلته ولم تطاوعني نفسي في رميه .. لما يحمل من ذكريات للسنين الخوالي من أيام الكفاح المسلح .. حين كان يرفرف من منتصف الستينات على منازلنا ..وصوت العطروش ..يصدح هادرا ومزمجرا ..حيث يقول هاتوا امباندير هاتوها خلوها ترفرف هاتوها… وبرع يا استعمار برع من ارض الاحرار برع… نزلت العلم وخبئته ولازال بحوزتي ..فتوجهت صوب مقهى احمد ناصر ..لاتناول الشاهي .. وحالما حاذيت صيدلية الجفري وجدت مجموعة من الاشخاص ..من فصيلة عبيد العبيد ..على مقولة الوزير الدوسري احمد ابن الميسري… وبصراحة كان يومي سيء ودبور ..ودون مقدمات بدأوا بالشتائم والبذاءات لأغلب الوزراء الشرعيين ..وحتى القادة العسكريين… ونالوا مني انا الآخر ببعض السباب ووصفوني بأني من اذناب الشرعية .. والحقيقة يستطيع أن يشتمني أي مخالف ويخرج بأقل الخسائر من الشتم والتجريح… لكنني هذه المرة خرجت ..عن طور الادب واللياقة ..وتطور الخلاف فيما بيننا ..وهات ياسبوب وقذع وتجريح ..وفجأة قطع حديثنا إتصال ولدي حسان ..هل قلت قطع حديثنا ؟ ..لابل قطع عراكنا من الملاسنة ..وعلى الفور طلبته واخطرته على جناح السرعة .. أن يأتيني هو واخوانه وابناء عمومته ..ومعد كماها ساعة ..لمثل هؤلاء العوالج .. الذين لايفرقون بين الأحجار الكريمة وبعر البهيمة ..ساوريهم حجمهم… والاولاد فيهم البركة الى جانبي سيقومون بالواجب ..تجاه هؤلاء امربحان… وصلوا اولادي ..بعدما تدخل الاستاذ خالد الرباش ..والذي لامني وعاتبني كثييير .. حين قالي هؤلاء ليسوا على مستواك ..ومثل هؤلاء من الذين يبيعون لهم الوهم في انفصال الجنوب .. وصلوا اولادي ..وبررت لهم طلبي بحجة دفع سيارتي ..التي توقف محركها دون سابق انذار .. وبعدما آويت اتصل بي الاستاذ والمحلل السياسي المعروف الرائع عبدالرحمن سالم الخضر ..وعبدالرحمن وان اختلفنا معه ..لكنه يأسرك بأدبه وحديثه… ويخيل إليك انك امام لباقة الطبيب وفصاحة الصديق .. ولمثل هؤلاء نسعد ونستعذب الحديث معهم ..ونتوق للقائهم انهم كالاحجار الكريمة ..يزدادون بريقا ولمعانا وان طالة بهم الليالي والأيام…