أشرق بيتنا يوم الجمعة بزيارة الشيخ عادل المعزبي اليافعي وهو صديق حميم لوالدي حفظه الله حيث تكونت بينهما مودة بدأت عبر وسائل التواصل ثم توجت بلقاء في مكةالمكرمة. أخذ هو والوالد يتبادلان أطراف الحديث عن الذكريات والأوضاع العامة والخاصة. وأثناء حديثهما عن مرحلة مطلع شبابهما وبالأخص (الدراسة الجامعة) تبينا أنهما جميعها درسا في صنعاء . قال الشيخ عادل المعزبي : مع دراستي كنت أحضر محاضرات الشيخ الفلاني ، فيقول والدي وأنا كنت ضمن الحاضرين ، ثم يذكر مركزا للدراسة. فيقول والدي كنت موجودا فيه. ثم ينتقل إلى درس أسبوعي لأحد المشايخ، فيقول والدي أيضا كنت من المواظبين على هذا الدرس العام . طبعا والدي تلك الفترة كان لا يعرف الشيخ عادل ولا هو يعرف والدي . مما لفت انتباهي في هذه الجلسة أنه في تلك المرحلة كان هناك توجه كبير للشباب نحو دراسة العلوم الشريعة وكان الإقبال عليها كبيرا وعندما أجلس مع أصدقاء والدي أجد معظم كلامهم عن تلك المرحلة. فيقول هذا درس في دماج والاخر في مارب وهذا في صنعاء وهذا في جامعة الإيمان وهذا عند الشيخ فلان وهذا في المسجد الفلاني. وأنا مستمع لهذه الأحاديث أتخيل مشقتهم وتعبهم في طلب العلم والدراسة ثم أنظر إلى حالي وكيف أن الوضع يختلف كثيرا ، فهم أفنوا شبابهم في خدمة هذا الدين كل حسب استطاعته، وجدوا الخارطة والطريق الذي يستطيعون السير من خلاله، لكن نحن كل كلامنا أصبح دنيوي. نعم توجد فينا روح خدمة الإسلام لكن لم نجد خارطة واضحة فقد اختلطت الأمور في عز شبابنا. البارحة كنا نتابع مسلسل قيامة عثمان ويذكر فيه التضحية من أجل الإسلام فقال لنا والدي: هل أنتم مستعدون للعيش في سبيل قضية مقدسة ؟ فكانت الاجابة: نعم ولكن لا يوجد طريق نستطيع المضي فيه الان، فقد تشابهت وتعقدت الأمور. فاللهم أجرنا على نياتنا فأنت أعلم بها . واهدنا إلى أحب الطرق إليك ويسر لنا وجوه الخير حيث تعلمها.