أزرع الخير تحصد خيراً وازرع الشر تلاقيه ، هكذا علمتنا الحياة ، ولكن ما نحن بصدده هو الحديث عن الخطأ الفادح التي ارتكبته عصابة الفيد بعد 94م والتي أستخدمت سياسة الإقصاء والتهميش والنهب لكل ما هو جنوبي ، حيث اعتقدت بانها ستنجح في تجاوز جيل ما قبل الوحدة من الجنوبيين وستتعامل مع جيل الوحدة كشعب واحد لا يعرف معنى جنوب ولا شمال. ليس هذا فحسب ، بل أخطأت وتعمدت في تهميش جيل الوحدة والذي راهنت عليه في الجنوب ، وبدلاً من أن تبني جيلاً متسلحاً بالعلم والمعرفة ومتسامحاً ومحباً للخير ، عملت على بناء جيلاً معقداً ومهمشاً وحاقداً وعاطلاً عن العمل. وبهذا الأسلوب القذر فقد اختصرت الطريق الشاق امام الجنوبيين ولم يعملوا غير إشعال فتيل الحراك الجنوبي فخرج هذا المارد (( جيل الوحدة المعقد )) فكانوا الحجر العثرة التي وقفت عائقاً أمام الغزاة ، وهاهم اليوم من يتصدر المشهد في الجبهات الأمامية في ساحات المعارك ، يتعطشون للحرب التي فرضت عليهم ويحبون الموت والشهادة كما تحبون الحياة. فما زرعتموه بالأمس تجنون ثمارها اليوم ، فهنيئاً لكم هذا المحصول وهنيئاً لكم هذه الثمار.