لله در هذا السفير فقد قال كلاما صادقا ذات يوم وأقسم عليه وحذرنا من شيئا وأصبحنا فيه، عندما قام بجولته الشهيرة التي شملت عددا من مناطق الجنوب عام 2012م، ففي المهرجان الذي شهدته مديرية مودية محافظة أبين، ذلك المهرجان الذي حضره الآلاف من أبناء المنطقة الوسطى، وبحضور عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي السلمي، أبرزهم المناضل السفير قاسم جبران والمناضل أنور إسماعيل والمناضل الخضر الدعوسي ورفيق دربه المناضل حسين مشبح وآخرون.. ومما قاله وحذر أبناء الجنوب عنه، هو أن هناك مؤامرة لتقسيم الجنوب وقال إن هذا التقسيم سيبدأ من منطقة العرقوب فمن ذلك المكان وما فوق سيكون تابع لمسمى سياسي مستقل، وبقية مناطق أبين الساحلية سوف تتبع مسمى آخر، ويشمل المناطق الجنوبية وأجزاء من محافظات الشمال، كذلك الحال للمسمى الأول فإنه سيتبع اجزاء من مناطق الشمال، الشيء الذي لا يزال غير معروف لدينا هو من هي الجهات التي تتبنى ذلك؟ وهل هناك علاقة بين ذلك التقسيم ومؤتمر الحوار 2014 الذي خرج بتقسيم اليمن إلى أقاليم عدة، وتم رفضه في مهده من قبل قوى الشمال قبل الجنوب.! ولماذا لم يأخذ السياسيون الجنوبيون بكلام السفير أحمد الحسني؟ أم أن الشجاعة لدى ذلك الرجل الحر لا يملكها غيره؛ ولأن هذا التقسيم خاص بالوطن الجنوبي، فإنه لا عذر لأي قائد أو سياسي جنوبي، أكان من الشرعية أو من بقية المكونات الأخرى وخاصة الانتقالي الذي كان بإمكانه توظيف ذلك المشروع سياسيا، واشهاره إعلاميا..
أم أن الكل لا يعلم من ذلك شيئا! فإن كانوا يعلمون بذلك وقد سكتوا عنه فهذه مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر، فالوطن والدفاع عنه مسؤولية أخلاقية تفرض على كل منتسب له والسكون والرضا عن أي عمل يستهدف تقسيمه، إنما هو خيانة لدماء الشهداء والتضحيات الجسيمة التي قدمها شباب الجنوب منذ 2007م مرورا ب2015م إلى يومنا هذا، ولأن نتائج هذا الأمر مؤلمة وتمس السيادة الجنوبية فإني أرجو أن يكون حديث الأخ السفير عند انتهاء بالتقادم..
إن المستجدات والأحداث التي تلته، وهي كثيرة كان سبب في عدم صلاحيته وأتمنى أن تكون المظاهر المسلحة والتحشيد التي تعج بها محافظة أبين وهذه المنطقة بالذات مجرد وضع مؤقت سيزول قريبا ولا علاقة لها لما ذكرناه.. اللهم إني قد بلغت بما حذر منه ذلك السفير فهل من أناس يفقهون قول ذلك الرجل.