الحملة التخوينية الشعواء التي يشنها "الحصريون" على خصومهم كالعادة يبدو أنها فاشلة .. وتدل بوضوح على مدئ حالة الريبة والارباك التي وصل إليها القوم .. هذة المرة الحملة موجهة ضد بعض الرموز السياسية الجنوبية والتي عزمت على المشاركة في اجتماع "بروكسل" .. بالاضافة الى ان الحملة تشي بنوع من الاعتراف الضمني بالهزيمة لدعاة التمثيل السياسي للجنوب طيلة أربعة أعوام متتالية لم يحققوا فيها شيء .. كجنوبي محايد وازعم انني التزم الحياد بت على يقين تام بأن المكونات السياسية الجنوبية التي ظلت تدعي امتلاكها لحصرية التمثيل السياسي للجنوب باتت فاقدة للأهلية السياسية الحقيقية وليس بمقدورها أن تجاري الأطراف السياسية الجنوبية الصاعدة والمنظمة في المشهد السياسي الجنوبي .. وبل ان تلك الأطراف الجنوبية القوية والمنظمة استفادة من أرصدة القضية الجنوبية المهدورة والتي فشل ممثلوها السابقون في استثمارها بدهاء سياسي معدوم بطبيعة الحال عند "الحصريين" .. ويفتقر للعقلانية والموضوعية والواقعية السياسية التي تتسم بها الأطراف السياسية الجنوبية الجديدة ..
هذة النتيجة الخاسرة في ظاهرها للجنوبيين لا تعني أن عليهم الاستسلام .. ولا تعني ان الصورة قاتمة وبأن الأفق السياسي الجنوبي ابتعد تماما عن تحقيق تطلعاته وغاياتة .. وعلى أولئك البعض أن يكفوا عن ممارسة الحصرية والوصاية في ظل بروز تكوينات سياسية جنوبية ناشئة يبدو أنها تسير قدما في المسار السياسي الصحيح لتحقيق ما يمكن تحقيقه بالإنجازات لا بالشعارات ..
اصرار "البعض الجنوبي الحصري" على رفض اي مبادرة جنوبية من خارج اسوار اطارة السياسي كالتي يعتزم المعارضون للبعض الحصري الجنوبي حضورها في بروكسل يدل على مقدار وحجم وكم التخبط والترنح السياسي لدى ذلك البعض الحصري .. والذي تؤكدة كل المؤشرات السياسية الأخيرة الطافية على السطح المهترئ بالتشققات والتصدعات المأزومة من الداخل والمشبوهة من الخارج ..
الائتلاف الوطني الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع طرفان سياسيان جنوبيان جديدان على المشهد السياسي إلا أنهما وفي وقت قصير أستطاعا إجادة الأداء السياسي الصائب و استطاعا أيضا الوصول لهدف التمثيل السياسي في الحكومة المرتقبة بحصول كل طرف منهما على حقيبة وزارية .. اضافة للمجلس الثوري للحراك الحاصل هو الأخر على حقيبة وزارية في الحكومة المزمع تشكيلها على ضوء ما نص عليه اتفاق الرياض ..
الأطراف الثلاثة الوطني والجامع والثوري يتوافقون الى حدا ما مع مشروع "اليمن الاتحادي" .. في حين أن الحصريين ومجموع مكوناتها وفصائلهم ظلوا يدعون تمسكهم بخيار "الاستقلال التام الناجز" لأكثر من عشرة اعوام على انطلاق مسيرة الثورة في الجنوب .. وفي محصلة الرياض توافقوا على خيار المحاصصة السياسية بقبولهم التمثيل السياسي في الحكومة بواقع حقيبتين وزاريتين ..
لا يمكن للبعض الجنوبي الحصري ان يستمر الى مالا نهاية في ادعاء أمتلاكة الحصرية والوصاية على الجنوب والجنوبيين .. في المقابل لا يمكنة ان يوقف مسير الأطراف الجنوبية الصاعدة وبقوة .. غير أن الخيار الحقيقي والحاسم يعود للجنوبيين كشعب أولى بة ان يحدد خياراته المستقبلية .. وان يختار ممثليه السياسيين متى ما أراد ان يقول كلمته والتي اعتقد أنها لن تتأخر مع تنامي حالة العبث والضياع الماثل اليوم بفعل كوارث الطيش السياسي المتعطش للسلطة التي أنتجها الحصريون .