عدن معزوفه فنان وصوت النائحة جميلة في مظهرها وكئيبه بداخلها تشكي ظلم الغريب وجور الصاحب والصديق تشم منها رائحه الفل من بين أشلاء الضحايا والدمار عينيها تذرف دمعاً تاره وتاره دماً تطوي في جلبابها أحداث السنين وآلام الصراع تحاول أن تكون مبتسمه ولكن يد الغدر تفتك بها. هي كلممرضه التي تشتكي المرض والعاشقة التي تشكي الهجران والعفيفه التي يفتك الفقر بها نورها يشق الآفاق وهي مظلمه وجهها يشع بلاشراق وهو حزين ثغرها مبتسم رغم جروح الزمن فهي جوهرة بيد فحام وعقداً ثميناً بيد نخاس لايهمه جمال العقد بل يهمه الثمن. عدن منارة للعلم في زمن المستهترين بالعلم ومدينه السلام التي لم تذق السلام حكمائها غائبون ومراهقتها حاضرون ليرقصوا لكل طارئ وساستها ينتابهم الخوف والجزع. عدن مقصد الغزاة ومأؤاً للحفاه العراه ومرتعاً لرعات البقر والشاه ساحه المعترك لسياسين دعات الوحدة والتشطير فهذا اتاها غازيا وذاك أتى ناهباً والآخر أتى مغتصباً طيبة أهلها جعلوا منهم سلماً للارتزاق ومن اشلائها بنوا قصوراً ومن انينها صاغوا عبارات ثورية كاذبة. تمشي بشوارعها وأزقتها وكأن جدرانها تحاكيك ظلم الحرب والدمار وارضيات شوارعها ترسم لك لوحه من دماء أبنائها الزكيه الطاهرة تلك الدماء التي شاركت التحرير وظلمت بتنكيل والتهجير شواطيها جميلة عندما تجلس على احد شواطيها تسمع الموج الهادئ يهمس لك بحكاية أنين تلك المدينة البائسة. لكنها رغم كل المحن ستنتفض على الظلمة الغاصبون والمرتزقة الواهمون وستكون يوما ما قبله لدعات السلام وبلسما لجروح أهلها فصبراً ياعدن الحبيبه قد عانيتي الكثير وانتظر الفرج من رب السماء والأرض وهو سبحانه وعدنا بهذا في كتابه الكريم ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾﴿إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾