أحياناً بل على الغالب ينقلب المديح والتمجيد والتعظيم والتلميع والإطراء والألقاب التي يطلقها بعض الكتاب والإعلاميين والمفسبكين على شخصية مهما علت أو قبيلة أو منطقة إلى الضد . خاصة إذا كان هذا الممدوح لم يقدم للمجتمع ما يستحق هذا الوصف والثناء الذي أثني عليه به أو أنها مازالت في طور التكوين ومبتدأ الظهور . وليس لها من الخبرة والدراية والدور ما يؤهلها لذلك أو كان لها تدرج في عدة مراتب حتى أصبحت إلى ماهي عليه . إننا حين نقوم بذلك إنما نسلب أنفسنا وغيرنا أحقية الكفاءة في أن نكون في موقعٍ كمثل ما وصلوا إليه ونتناسى أنه لولا وجودنا لما وصلوا إلى ماهم فيه . كما أننا نسقط بل نغلق على أنفسنا أبواب نقدهم وتوجيههم أو الإعتراض في حال أخطأوا كوننا قد كونا جيشاً سيقف ضدنا من الذين أعجبوا بهم بفعل كتاباتنا .. حتى وإن أضحوا غير قادرين على القيادة وإدارة الأمور ، أو ظهر منهم ما يخالف النظام والإتفاق . .. لماذا ؟! الجواب لأننا نحن من ألهناهم ومجدناهم وعصمناهم عن الخطأ أو عدم القدرة بما كتبناه ومانشرناه عنهم من التعظيم والتبجيل وعدم المضاهاة . لذا فإنه واحتراماً لهم وتقديراً يتوجب علينا ألا ننجر إلى التلميع والثناء المبالغ فيه لأي شخصية او جماعة او منطقة ، وإن يكون تعاملنا معهم تعامل من يناط إليه أمر عليه تأديته وفقاً وما يجب وأن نعتبره مواطناً كأي مواطن ما دمنا شعباً واحد ووطناً واحد متساوون وفقاً والقانون ، وأن تكون الكفاءة والقدرة والخبرة هي الفيصل في الأمر ، وليست الخطابات والمقالات ، فإن أثبتوا جدارتهم فخير لنا ولهم وإلا فهناك من هو أجدر . إن مثل ذلك كان من أخطائنا في المرحلة المنصرمة حيث سادت الشعارات الرنانة والصور الملمعة المرفوعة في كل ركن من حياتنا السياسية والإجتماعية وصار كل من شارك في النضال يريد أن يكون مسؤولاً ولم يترك لمن هم على دراية وكفاءة فرصة .. وكأن حكمه لنا مكافأةً نظيراً لما قدمه حتى وإن لم يكن يملك أدنى معرفة بإدارة الأمور ، بينما المؤهلون والدارسون والمتخصصون إما عاطلون أو قابعون تحت إمرت من لا يجيد الأبجدية العربية وإن كان فيهم من يجيد فإنه يكتب شكراً بالنوووووووون !