بين عام مضى وعام آتِ يستقبل وطننا العربي والإسلامي عام جديد بين مؤيد ومعارض لفكرة الاحتفال برأس السنة الميلادية وفي مقالي هذا لن اتطرق إلى الحكم الشرعي واختلاف وجهات النظر حول هذا الاحتفال لكن الشيء المتفق عليه إنا صفحة انطوت من أعمارنا بخيرها وشرها بسلبياتها وإيجابياتها وتأجل الحساب فيها إلى يوم لا ينفع مالا ولابنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم. عاما مضى من أعمارنا مرّ كلمح البصر تعرضنا فيه لكثير من المواقف والتجارب فتحنا فيه علاقات جدية ازدادت معرفتنا ببعض ما يدور في محيطنا العربي والإسلامي وصلنا إلى معلومات وحقائق وقفنا أمامها حيارى لم نتقبل صراحة الأيام ومرارة الحقائق ولكن قبلناها رويدا رويدا. مرت سنة ونحن نخوض حروب بالوكالة نتعرض فيها لسياسات قذرة ومكشوفة، يقتل بعضنا بعضا شعاراتنا واحدة ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وكلنا نتغنى بحبه ونتمنى مرافقته فالجنة الله أكبر يايمن. ما نخشاه بالأمس صرنا نعيشه بأدق تفاصيله وبوقاحة أيضاً ،كنا نخشى الحروب الأهلية والصراع المسلح الطائفي وكنا نخشى أن يتحول يمننا السعيد إلى صومال أخر أو ساحة حرب لتصفية الحساب بين الدول الكبرى وفعلا عشنا و شفنا ماخشينا بالأمس. أما آن لنا أن نراجع حساباتنا ونرص صفوفنا ، أما آن لنا أن نحكم لغة العقل والمنطق أما آن ليمن الإيمان والحكمة أن يستعيد دوره الريادي بين الأمم ويضم جميع أبناءه تحت سقف واحد واختم مقالي هذا بقول الشاعر لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.