لاشك ولا ريب أن كل إنسان يتعرض للحزن والهم والغم كسائر البشر ، ولإن الحياة جُبلت على الكدر والمشقة والمتاعب وسنن الله جرت على ذلك فلا سبيل لإحدٍ من الناس أن يخرج هذه الحياة عن مضمونها .... لذلك كانت الحياة ولا تزال على مثل هذا الحال البائس يتخللها شيء من السعادة و الفرح والبهجة لكن الغالب فيها الكدر والغم وهذا مصداق قول الله جل جلاله : (لقد خلقنا الإنسان في كبد) . وإذا عرفنا وفهمنا كل ما سبق فإننا بذلك نوقن أن كل ما نشاهده ونراه في حياتنا الواقعية أو على مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها لأشخاص مشاهير يعيشون حياة في منتهى الترف والنعيم يرى الناظر فيها أنها حياة مليئة بالسعادة والجمال ولكن كل ماسبق ماهو إلا عنوان براق على صدر كتاب من قبله الرحمة والسرور وفي باطنه وحواشيه الحسرة والعذاب . ومن تراه يملك العقارات والسيارات الفارهه وتبحث وتدقق في تفاصيل حياته تجد أن هناك جانب مظلم في حياته مثل أن يكون قد أصيب بمرض أو أصيب أحد من أهله أو أصيب بعقله أو قامت ثروته من أصل حرام فهو يغرق في الحرام كل يوم أكثر فأكثر ويدخل في قوائم المستدرجين أو يكون قد دفع ثمناً باهضاً مقابل حصوله على ذلك أو سيدفع أو أن هناك من دفع عنه مقابل ذلك الواقع الذي هو فيه . كثير من الناس يظن أن السعادة يجلبها المال بكامل مقوماتها . لنكون واقعيين فإن المال عامل مهم من عوامل السعادة ولكنه لايختلف عن عامل الصحة والأمن والعافية في الدين والأهل فما فائدة المال والجسد قد تلف وأنهكه المرض ! وما هي السعادة التي يجلبها المال لشخص فقد الأمن في حياته فهو يترقب حتفه في كل لحظه !. وما طعم المال عندما يأتي على رؤوس أحب الأحباب وأقرب المقربين !