مقال ل وائل لكو. ان لم تكن مع هذا الطرف فأنت اكيد مع الطرف الاخر، هكذا يتم تصنيف الناس في عدن فلا يعقل ان تكون غير متفاعل مع ما حولك من احداث قذفت بكل القاذورات لتعمل على احداث حالة من الخلل المجتمعي . فلا تستغرب ان تسمع من محدتك عبارة مالهم اصحابك؟ ويبدأ في استعراض بعضا من سلبيات احد الاطراف الموجودة على الساحة معتقدا بانك احد العناصر المنتمية لذلك الطرف، ولا تستعجب ان جأ اخر وسالك عن اخطأ اصحابك المنوئين للطرف الاخر ؟ وهكذا تمتد متوالية التصنيفات بل ويصل الامر الى البحث عن الجينات وعناقيد الكروموسومات الدالة على انتمائك والموجهة لافكارك وتطلعاتك. في عدن لست مطالب بحمل هويتك الشخصية ولست مطالب بنتقاد السلبيات المزعجة والمؤثرة على حياتك، كل المطلوب ان تهتف لهذا وتمجد ذاك، والا فانت تحت المجهر الكاشف عن افكارك والدال على تطلعاتك. في عدن انعدمت المدنية وصار الناس يستغربوا من زيادة ساعات تشغيل الكهرباء وتوفر امدادات المياه بل ونزول المطر الذي هو حق الهي لا دخل فيه للبشر، وصارت الناس متعايشة مع كل السلبيات حتى انفجار فتحات المجاري وما تخلفه من اوبئة وامراض لاهم لهم الا تمجيد هذا وشتم ذاك . صارت التصنيفات و وضعك في خانات التقسيمات هي المسيرة لحياتنا والمحددة لانتمائنا ولا مجال لكفائتك او تقدير لجهدك فأما ان تكون مناطقي منحاز لابناء منطقتك واما ان تكون حزبي ترفع شعارات لا تنتمي لواقعك او تصمت وتقبل بكل ما ينزل عليك من سلبيات وعلل. قبل ايام اشتدت حملة التصنيفات وتفاجئت بان وصل الامر الى حد ان اصدقائي المقربين يتسائلون ويبحثون عن اجابات مني حول مصير المجلس الانتقالي بعد كم الاستقالات والانسحابات التي توالت من اعضاء بارزين من المجلس الانتقالي؟ اندهشت وفي نفسي سؤال كيف لي ان اعرف وانا لست عضوا في المجلس ولا يربطني به اي انتماء بستثناء انني ارى في المجلس معبرا عن تطلعات سياسية يبحث عنها كثير من الجنوبيين، وهذا ما تعكسه فعاليته الجماهيرية في اكثر من محافظة جنوبية. كما ان غياب مؤسسات الدولة وعدم الرغبة في ان تلعب دورا مؤثرا في حياة المواطن يجعل الكثير من المواطنين بحاجة الى من يسد فراغ مؤسسات الدولة ، فقضايا سداد الرواتب وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد الاداري وغيرها من السلبيات تتطلب وجود الدولة ومؤسساتها لا ان تتواجد الدولة في نشرات الاخبار واعمدة الصحف، وهنا يضطر المواطن الى الانحياز الى مؤسسات منوائة لمؤسسات الدولة بحثا عن من ينجده ويعينه لا ان يصنفه. ومن حق الجنوبيين وبعد كل هذا السنوات الطويلة من النضال ان يجدوا من يعبر عن تطلعاتهم فالساحة السياسية مليئة بالمكونات الشمالية ذات الخلفية الدينية والاثنية والجهوية الني ترفع شعارات لم يعد بمقدورها هي نفسها ان تحققها او تصمد للدفاع عنها ومن الحق الجنوبين ان يعبروا عن تطلعاتهم من خلال قوى جنوبية تؤمن بالتعددية والديمقراطية بعيدا عن التخوين و الاستفراد القائم على تهميش الرأي الاخر.