قوى الإسلام السياسي سُنّة وشيعة كاد يكتمل تمحورها في إطار صفقة القرن الحقيقية ، وليس تلك الصفقة الوهمية التي رّوج لها ، فالضربات الامريكية الاخيرة في العراق ماهي إلا الصاعق لدورة جديدة من الصراعات الدامية بين حلفاء امريكا في الشرق الأوسط وجماعة الاسلام السياسي . ستنتصر قريباً الجماعات الاسلامية وستكون اسرائيل المنتهية صلاحيتها كدولة وظيفية هي الجائزة الوهمية مقابل سيادة دويلات وعشائر إسلامية وواقع عربي مدمر ومتخلف بل ومتوحش يأكل فيه القوي الضعيف. العرب يتقاتلون اليوم وقادتهم لا يعرفون أجندة يوم غدٍ ، كل ما يعملونه هو بحسب التوجيهات الخارجيية المجنونة التي لا تلامس لاستراتيجياتهم. الربيع العربي وتداعياته ، والفساد ، و التراليونات التي نهبت من البلدان العربية في العقد الأخير وظفت لصناعة هذا المشهد الجديدة. الذي سرعان ما سيصبح واقعاً. ذلك ما يفسر ان الفساد والإرهاب في بلداننا كان محمياً كمشروع دولي تُنجز به مهاماً دولية في إطار هذه الخارطة. هذه الوعود وهذا الواقع هو ما يفسر نبوءة الشيخ الزنداني بزوال دولة اسرائيل ، ويفسر صرخة أنصار الله أيضاً. ويفسر خطابات الزعيم اللبناني حسن نصر الله ، ويفسر صمود وقسوة الخطاب السياسي الشيعي والإخواني على اسرائيل المنتهية وظيفتها اصلاً في منطقتنا. وهذا ما يفسر أيضاً كراهية اليهود عموما و متدينوهم خصوصاً للدولة الصهيونية التي أساءت لهم واستغلتهم كثيراً ، بمساعدة الخطاب الاسلامي العنصري تجاه اليهود . والواقع أننا كمسلمين ويهود كُنا ضحايا لهذا المشروع الصهيوني الخطير والذي انجزه صهاينتنا وصهاينتهم ، و الذي دفعنا وسندفع ثمنه لقرن قادم.