طيلة اربع سنوات ونيف وتحديداً منذ تحرير عدن، اضاعت عدن والمحافظات الجنوبية المحررة الكثير من الفرص للاستقرار والانطلاق نحو التنمية. فعوضاً عن جعل عدن عاصمة حاضنة لليمنيين بمختلف مشاربهم الاجتماعية والسياسية، واستيعابهم بكل طاقاتهم ومعارفهم وأموالهم، كُرس في عدن التمييز العنصري المقيت، وحُولت عدن الى قرية كبيرة لا تتسع لا للون وعرق معين لا يقبل الآخر. وبدلاً عن بناء مؤسسة أمنية وعسكرية وطنية حاضنة لكل الكفاءات، حوصرت عدن بجيوش مناطقية وقبلية عبثت بأمن واستقرار عدن ونهبت الأراضي والمساكن والمتنفسات العامة ولم يسلم منها حتى المواقع الأثرية والمساجد والمدارس. وبدلاً عن استعادة مؤسسات الدولة وجعل عدن مركزاً للدولة اليمنية اخُتلقت العراقيل لتعطيل عمل تلك المؤسسات بدعوى الانتصار للقضية الجنوبية، تلك القضية المغدور بها . اليوم، ومن خلال المصفوفة التنفيذية لاتفاق الرياض تعود الفرصة مرة اخرى لعدن والمحافظات الجنوبية للانطلاق نحو الأمن والاستقرار والتنمية بعيداً عن الاعمال الطائشة وضغوطات الشعارات الوهمية .. وهذا الاتفاق اي اتفاق الرياض سيحفظ الجنوب من الانحدار نحو المجهول، وبالتأكيد سيكون تنفيذه بشكل جدي لبنة أساسية هامة نحو اليمن الاتحادي الجديد العادل، يمن كل اليمنيين،