هذه الدنيا دول لا تسقيم لأحد على أمر واحد قط. فما أضحكك اليوم سيبكيك غدا و ما أبكاك اليوم سيضحكك غدا! و من عزَّ اليوم سيذل غدا و من ذلَّ اليوم سيعز غدا! لا تستقر على حال و تلك سنة الكبير المتعال لأنها دار زوال حقيرة النوال! اليوم صاحب جلالة و غدا تنبذ كالجلَّالة. اليوم صاحب سلطان و غدا يقتلك كسرطان. اليوم صاحب السمو و غدا ترجو من الناس الدنو. اليوم صاحب فخامة و غدا لا تساوي نخامة. اليوم صاحب المعالي و غدا لا أحد بك يبالي! اليوم صاحب جاه و غدا الكل عنك لاه. اليوم صاحب مال و غدا الكل عنك مال. {كم تركوا من جنات و عيون*و زروع و مقام كريم*و نعمة كانوا فيها فاكهين*كذلك و أورثناها قوما آخرين}. دارٌ متى ما أضحكت في يومها**أبكت غدا بُعداً لها من دارِ كم مزدهٍ بغرورها حتى بدا**متمرداً متجاوز المقدارِ قلبت له ظهر المِجَن و أولغت* *فيه المُدى و نَزَت لأخذ الثارِ