أن واقع الشباب اليوم يعج بالكثير من المفارقات المؤلمة والموجعة, ويكتظ بالكثير من القصص التي يُندى لها الجبين ويتفطر منها القلب الماً وحزناً ويقطر لها دماً, واقع بات قاب قوسين أو أدنى من شفير الهلاك والضياع والشتات والتمزق إن لم يكن قد وقع الشباب فيه وأصبحوا صرعى له ولرغبات سادته وتجاره الذين لايخافون الله في هؤلاء.. أصبح الشباب اليوم بين (فكي) الواقع البائس وفاقدي الأخلاق والضمير والرجولة, وفي مفترق طرق يتخبطون يمنة ويسرة لايجدون من يهديهم سوأ السبيل أو يأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب وطريق الفلاح والفوز والنجاة من هذا العالم الذي لايرحم ولا يفكر البتة في حياة هؤلاء الذين لايوجد أسهل من جرهم إلى مربع الضياع والشتات والهلاك .. فيسلمون أنفسهم لبائعي الهلاك والضياع ويرهنون حياتهم ومستقبلهم وعالمهم لتجار (الحشيش) والمخدرات وأخواتها وتوابعها وملحقاتها (المهلكة) التي ما أن تحل بالمرء حتى تُهلكه وتدمر حياته وعالمه وتدخله في عالم لايقوى على الخروج منه إلا بمشيئة الله ثم عزيمته وإرادته وقدرته على التخلص من ذلك.. بات الحشيش (سلعة) رائجة تُباع وتشترى أمام مرى ومسمع من الجميع جهاراً نهاراً دون أن يُحرك أحد ساكن أو ينطق ببنت شفة وتركوا الشباب عرضة لبطش الفاسدين ومن لايخافون الله, بل وأصبحوا عاملاً مساعد ورافدً أساسياً في ضياعهم وتدمير مستقبلهم وحياتهم وكل ذلك مقابل (حفنة) من المال لاتسمن ولاتغني من جوع.. اليوم الواقع يعج بالكثير من القصص المؤلمة التي نسمع بها ونعاني منها وكلها خُطت أحداثها من بعد هذه الآفة التي أودت بالكثيرين ومع ذلك لم يتعض احد أو يحاول أن يغير ولو الشيء اليسير من هذا الواقع أو مجابهة من يعبثون به ويدمرون حياة شبابنا فيه, وكأني بحال البعض نفسي .. نفسي وليذهب الباقون إلى الجحيم.. نحن اليوم أمام (معضلة) عظيمة وواقعاً يتطلب من الجميع الوقوف أمامه بحزم وصلابة وصدق ووضع المعالجات الحقيقة بعيداً عن الحلول (الترقيعية) وتحرك حقيقي من الحميع قبل أن يستفحل الأمر ويتطور ويحصل ما لايحمد عقباه, وقبل أن يصل هذه (البلاء) إلى الجميع ويصبح تعاطيه أمراً (إعتيادياً) وهو في الأصل الشر المستطير والخطر الداهم الذي ينخر جسد مجتمعنا وواقعنا وحياتنا.. ألا هل بلغت اللهم فأشهد..