بالأمس تحدثنا عن المعاملة القذرة التي يتعامل بها القائمون على مكرمة الملك سلمان، وما يلاقيه أسر الشهداء وذويهم من إذلال وإستهزاء وإحتقار من قبل تلك اللجان التي فقدت كل معاني الإنسانية والآدمية.. حديثنا كان لله تعالى ثم من منطلق واجبنا الإنساني والأخلاقي والمهني تجاه أولئك البسطاء الذين ضحى أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم بحياتهم في تلك الحرب الظالمة كي ننعم بالحرية والأمن والأمان والسكينة وراحة البال،کاقل مايمكن أن نقدمه لهم بعد أن تنصلت الدولة والحكومة من واجبها تجاهم،وبعد أن باتت تضحيات أبنائهم وذويهم في (مهب) الريح.. ساعات فقط مضت على كتابتنا عن واقع المعاملة المؤلم الذي يلاقيه أسر الشهداء من فاقدي الأخلاق والضمير والدين والإنسانية، لنتفاجئ بفاجعة أخرى، ومعاملة (خسيسة) تضاف إلى رصيد تلك اللجان القائمة على صرف(المكرمة)،ليتقين الكل أن هؤلاء يتاجرون بأرواح الشهداء التي فاضت إلى بارئها ،ويسترزقون من خلالها، ويمارسون كل طقوس الفساد والخساسة على مراء ومسمع من الجميع.. هكذا دون وازع ديني أو أخلاقي أو مخافة من الله تباع (إستمارات) صرف مكرمة الملك سلمان التي باتت (إهانة) وإذلال لأسررالشهداء ولكل المتعفيين والشرفاء، وبيّعت معها آخر آمال (معاقل) الإنسانية والأخلاق والصدق ومخافة الله.. حتى بتُ على يقين تام أننا لن نصل لحلم أولئك الشهداء،ولن نحققه أبداً طالما وهناك من (يتاجر) بكل شيء،ويعبث بكل شيء،دون مبالة أو ضمير أو مخافة من الله، أيقنت تماماً أننا كمن (ينقض) غزله، ويدمر وطنه،ويتاجر بأرواح الشهداء الطاهرة التي ذهبت (هباء).. فحينما بتاجر (النخاسون) بأرواح الشهداء وتضحياتهم ويقف الكل موقف المتفرج دون أن يحرك أحداً ساكن فنحن والعياذ بالله على شفير الهلاك،وهاوية الضياع والإنحلال والتشرذم أكثر مما نحن متشرذمون.. بتُ مستغرب جداً مما يدور،وتحتدم في ذهني تساؤلات مؤلمة عن هذه الثقافة الدخيلة التي أنتشرت في أوساطنا بشكل مخيف،وجرفت في طريقها الأخلاق والمبادئ والقيم التي تربى عليها الشعب الجنوبي.. سحقاً لأولئك الذين يتاجرون بأرواح الشهداء ودمائهم وتضحياتهم،سحقاً لكل متخاذل وعميل ومرتزق،سحقاً لمن يصعد على ظهور الآخرين ليبني مصالحه الشخصية ويسرق حقوق غيره، سحقاً والف سحق،ماعدنا نرتجي وطناً فيه من يسرق الحقوق دون أي حق لمجرد نزعة (اللصوصية) التي بداخله..