شمالا وجنوبا ، لهما أبعادهما المتعلقة بمطالب الشعب الجنوبي الوطنية ، وأيضا بأنتهازية قوى الشمال الحزبية والعسكرية والقبلية والدينية ، الذين يحاولون ان يصنعوا من صنم ماتسمى الوحدة اليمنية جسرا للعبور إلى الجنوب والبقاء فيه طمعا في استمرار نهبهم وسيطرتهم على ثروات الجنوب . الحرب في اليمن لن تنتهي إلا متى ماتم كسر شوكة تلك القوى العدوانية على الجنوب ، وكذلك السلام لن يحل في اليمن إلا متى ماتم إنصاف الجنوبيين في تلبية مطالبهم في استعادة دولتهم ، بدون ذلك مهما تعددت الحلول الإقليمية و الدولية المقترحة إلا أنها لن تكون حلولا جذرية يمكن بها أن تنهي الحرب في اليمن وتزرع فيه السلام . شراسة القتال وترخيص تقديم التضحيات التي نجدها عند الجنوبيين التي تدور رحاها على الأراضي الجنوبية ضد المعتدين الشماليين أيا كانوا إخوانيين او عفاشيين او حوثيين او جميعهم ، نابعة من مشاعر الجنوبي في سبيل الدفاع عن الأرض واستعادة الوطن ، وكذلك شراسة عدوانية تلك القوى الشمالية ضد الجنوبيين دافعها ليس وطني وأنما عدواني بحت ، لذلك لانجدها فيما بينهم البين ، ويظهر ذلك من خلال رفض الإصلاح قتال الحوثيين بل وتسليمهم محافظات ومعسكرات بعتادها كما حصل في مأرب مؤخرا ، ويعدون ذلك حفاظا على الشمال ، وهذا يبين أعتبارهم الشمال وطن لهم ، بينما الجنوب لايعتبرونه كذلك ، لهذا فان إيجاد الحلول لليمن لا تكون إلا من هذه المفاهيم ، أن الشمال هو وطن للشماليين ، وأن الجنوب هو وطن للجنوبيين ، بذلك يمكن لتلك الحلول أن تفضي إلى وقف الحرب شمالا وجنوبا وإحلال السلام بدلا عنها . الجنوبيين ومنذ فشل الوحدة اليمنية في سنينها الأولى وهم يحاولون الخروج منها وفق اتفاق يمنح الشمال والجنوب السلام ، كان بإمكان الطرف الشمالي أن يستغل هذا الموقف الجنوبي الداعي إلى السلام ، الذي بداية فرصته كانت سانحة بعد التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في الأردن ، إلا أن النظرة العدوانية على الجنوب من قبل متسلطي الشمال قد فوتوا هذه الفرصة على الشعبين الشقيقين عندما خانوا الاتفاق وأشعلوا حرب 94 العدوانية التكفيرية على الجنوب التي إلى اليوم ونحن نجني تداعياتها الشريرة والتي كادت أن تمتد آثارها إلى دول الجوار . وحتى لاتتكرر الخيانة من متسلطي الشمال على اتفاق الرياض وتتكرر نفس التداعيات الشريرة لوثيقة العهد والاتفاق كونهم نفس المتسلطين الخائنين ، على السعودية والدول العظمى وهم يسعون إلى ترتيبات دولية لعملية سلام تبنى على اتفاق الرياض رغبة منهم في أنهاء الحرب باليمن وإرساء السلام ، عليهم ان يرتبوا ذلك من خلال النظر إلى الجنوب والشمال كشعبين ووطنين كل منهما مستقل عن الآخر ، مالم فلن يكون هناك سلام في اليمن ، وقد يمتد خطر الحرب فيه إلى دول الخليج العربي .