ما إن رمت القرعة أصحابنا مع البحرين وقطر وماليزيا حتى تفاءلنا خيراً ليس بالتغلب على منتخب بجم ووزن البحرين أو قطر بل بالتغلب على الأقل على منتخب ماليزيا المتواضع ... لم نحلم بالكثير أو الكبير أو المستحيل فنحن نعيش البساطة ليس في حياتنا بل وفي أحلامنا أيضاً ودائماً ما نمدّ أرجلنا على قدر فراشنا المهترئ .
نعم .. تفاءلنا خيراً في الخروج على الأقل بنتيجة إيجابية تحفظ ما تبقى من ماء الوجه وتضيء لنا نبراساً في ليل دامس حالك مليء بالهزائم وتفتح لنا ولو (خرم) إبرة في فضاء الأمل والتفاؤل .
لكن العم توم وأولاده أبوا إلا أن يطفئوا لنا ذلك النبراس وسدوا لنا ذلك ال(خرم) ووضعونا أمام الأمر الواقع على الرغم من تصريحات المدير الفني للمنتخب الذي ورث المدرب توم في إطلاق التصريحات المضحكة والمثيرة للسخرية وصرح قبل مباراة البحرين بأن منتخب البحرين (منتخب عادي!!!) الذي أكد بدوره – أي منتخب البحرين (العادي) – قصة وحكاية العلاقة الحميمية بين منتخبنا و(الهدفين) .
وعلى إثر (الهدفين) التي تلقاها منتخبنا من الماليزيين اشتاط من اشتاط غضباً من الجماهير وكتّاب الحرف الذين اندفعوا يكتبون عما يجيش في خواطرهم ليس حقداً أو كراهية ضد توم أو أفراد المنتخب بل بدافع من غيرة وقهر وكمد على سلسلة الهزائم تلك وحملوا توم فقط المسؤولية دون أن يدركوا أن العم توم ما هو إلا حلقة في سلسلة طويلة من حلقات الفشل والفساد التي تنخر في جسم الرياضة المتهاوي .
نعم .. حمّلوا توم المسؤولية لوحده دون أن يعرفوا أن وراء كل مدرّب فاشل يقف عتاولة وجهابذة رمتهم الأقدار ووضع البلاد السياسي المزري في كنف الرياضة فأصبحوا بحوله وقوته مسؤولين يأمرون وينهون يعيّنون ويرفضون .
نعم .. ليس الذنب ذنبك ياتوم ولكن ذنب من يكيل لنا الأعذار بعد كل بطولة ألواناً ويقتل فرحتنا ظلماً وعدواناً وفي أحياناً يفرش لنا الأرض بتصريحاته زهوراً ويبني لنا من الأحلام قصوراً ويجعلنا نسير خلفها ثم ما نلبث أن نكتشف بأنها سراباً وأوهاماً.
فمتى يتوقف هؤلاء عن إيهامنا بأن بيت القصيد ومكان (العصيد)هو المدرب فقط ؟ومتى يدركون بأن مكمن الخلل وأساس البلاء هم ولا أحد سواهم ؟ وهل يا ترى عقمت البلاد أن تلد مواهب فذة قادرة على مقارعة الجيران وما بعد الجيران أو على الأقل قادرة على تمثيل اليمن تمثيل مشرف ؟