ومن أجل معالجة أي نتيجة سيئة يجب معالجة أسبابها . الجريمة التي حصلت في لودر _ وهي الجريمة الأولى من نوعها _ هي مجرد ( نتيجة سيئة ) لسبب أسوأ : الحبوب والحشيش . إنكار وجود السبب لن يحل القضية ، ومعالجة القضية دون اقتلاع السبب سيؤدي إلى تكرار الجريمة بطريقة أخرى ، أو حتى بنفس الطريقة . الإجتماع الشعبي والحكومي الذي شهدته اليوم مدينة لودر للنظر في طريقة معالجة هذه الجريمة ، اجتماع مهم جداَ ويصب في مصلحة عامة الناس ، ومتابعة القضية حتى ينال الجناة عقوبة جريمتهم أمر مهم جداَ ومفيد للمجتمع كله . لكن المشكلة أن ( أسباب ) هذه الجريمة لازالت منتشرة دون حل !! . للقضاء على جرائم مثل هذه الجريمة ، ولضمان عدم تكرارها ، وجب تجفيف منابع بيع الحشيش والحبوب المخدّرة . محاربة مروجي الحشيش والحبوب هي القضية الأهم والأنفع . الموضوع لا يحتاج الكثير من التعقيدات في ظل غياب الدولة ، الموضوع بحاجة لمجموعة بسيطة من الشباب المخلصين لهذه المدينة لا يتجاوز عددهم العشرة أشخاص ، يقومون بمهاجمة مروجي الحشيش والحبوب واستهدافهم ، لا أقصد قتلهم كي لا تكون هناك فوضى ، بل أقصد تعزيرهم كي يكونوا عبرة لكل شخص تسوّل له نفسه المتاجرة بعقول الشباب وحرف المجتمع كله . المرض استشرى وعلاجه البتر . والسكوت لن يحل القضية ، بل سيجعلها تنتشر أكثر . صدقوني الموضوع بحاجة لشباب مخلصين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ، وهم وحدهم من سيغيّر كفة الميزان ، وهم وحدهم من سيكون الطبيب لهذا المرض . المرض استشرى وعلاجه البتر . والبتر في متناولكم ، فهل من صادق في هذا الأمر ، وهل من مخلص لهذه المدينة ؟! . ...