بعد هذه الحرب التي فرضت علينا أصبحنا مماليك بعد أن كنا ملوك ولم نعد أحرار ولم نملك لأنفسنا قرار واصبحنا تبعا تقلبنا رياح تبعيتنا حيث ما شاءت وأرادت .حقيقة مؤلمة لن يكنها في صدره الا خائن لهذا الوطن. قلة قليلة أبت ذلك أبت التبعية والانقياد لكنه لم تملك لنفسها حول ولا قوة أمام هذا الكم الهائل من التبعيين. أرادت هذه القلة العيش بكرامة وبعز ورفضت الانصياع والارتهان لأي قرار يملىء عليها من خارج أوطانها وبمبالغ باهضة تمسكوا بتربة هذا الوطن ودافعوا عليه وتقساموا مع هذا المواطن مرراة وحلاوة عيشته . لكنهم في نظر هؤلاء " المرتزقة " عملاء وخونه ويصنفونهم بالانتماء إلى الحزبية والتبعية من أجل النيل منهم . لأنهم استحقروا أنفسهم عندما يقارنون بينهم وبين هؤلاء الوطنيين.. وكم يا فئات خرجت عن طور الصف الوطني فضلت تلاحقهم لعنة الغلاباء من هذا الشعب . فلاهم قضوا على هذا الشعب بارتزاقهم وعاشوا . ولاهم تركوا هذا الشعب أن يعيش. . كم يا مبادرات ويا حوارات واتفاقيات وقع عليها الفرقاء المسلوبين للقرار لم يكتب لها النجاح . هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا لازلنا نتعامل مع الفروع وبعيدين كل البعد عن الأصول. في بلادنا هذه الى الآن لم تمتلك أي فئة أو حزب أو كيان قرارها الحر والسيادي كل ذلك مرهون بالخارج. فكيف بالله نريد حلا لهذه الأزمة التي أنهكت الشعب ونحن نضحك على أنفسنا بتوقيع كل يوم إتفاقية لم تكن إلا حبراً على ورق وضحك على الذقون وإيهام الناس بحلول عرف القاصي والداني انها أكاذيب. عرف الناس أن كل ما تسعون اليه وتبذلون له قصارى جهدكم هو أمادت تلك الأزمة لاغييير لا نكم أصبحتم من بعد هذه الأزمة أمراء وتعيشون في برزخ لم تحلموا به من قبل وأن أي حل يقضي على تلك الأزمة ويريح المواطن هو مجرد القضاء على نعيمكم هذا. تقاسمتم الثروة كلا في مجاله تاكلون خيرات الشعب وتنادون وتتشندقون بحب الوطن. الحل النهائي الذي يراه الجميع لم يكن في هذه الفئات المتخاصمة وإنما يكمن في من يدعم تلك الفئات لأنها من تملك القرار . فمتى ما اخلصت نوايا هؤلاء وارادت الحل لهذا الوطن كان ذلك وفي أيام وجيزه فمتى نكون أحرار ونقول كلمتنا من أجل نرفع هذا البلاء ونعيش معيشية هؤلاء الذين يملكون قرارنا اليوم؟! املكوا قراركم وفضلوا مصالح شعبكم عن مصالحكم وابعدوا عن انفسكم الحب المزيف لاوطانكم وقولوا لبيك يا وطن لبيك أيها الفقير الذي تأكل من براميل القمامة من بعدنا. ولبيك لتلك المرأة التي فقدت فلذة كبدها وبعلها بسببكم. ولذاك اليتيم الذي لايعلم أن والده ضحى من أجل أن تبقوا في نعيمكم . عودوا لوعيكم واعلموا انها لو دامت لغيركم ما وصلت اليكم وان الزمن الذي يسركم اليوم سيسئ بكم أزمان. ابعدوا عنكم الذل والهوان واكسروا حاجز قيد التبعية فمهما طال الزمان بكم ستختلفون مع هؤلاء وستتمنوا لو أنكم استجبتم لهذا الشعب وانصعتم له.