من سجايا المعلم الحميدة انه يتألم لظلم اي مواطن ويحزن عندما يعاني ذلك المواطن من ويلات وقهر ويزداد الم المعلم عندما يعاني الغبن والجور احد تلامذته وطلابه لان إنسانية المعلم تجعله يتعاطف مع الجميع يئن لانين الوطن يبكي لضياع الحقوق ويحزن عندما يشاهد العبث بالاوطان .لانه يشعر ان هذا المواطن ابنه وأخيه وطفله وتلميذه الذي ساهم في تكوين شخصيته مع الأسرة. يبكي ويحزن عندما تتأخر رواتب العساكر والأطباء والمحامين والمهندسين ورجال الاقتصاد والسياسيين حتى المتمردين منهم . لان المعلم ساهم وشارك أسرهم في بناء وتنمية معارفهم وبناء شخصياتهم . فكل معلم يبحث عن وطن جميل يحتوي الجميع ويسعد به الكل ويحبونه ويدافعون عنه . فمن الجور والظلم ان لا نقف مع هذا المعلم الذي افنى حياته في بناء الأجيال واوصلته سياسات النخب العاقّة الى ان يكون في أدنى درجات العيش . ان العقوق هو ان لا نناصر المعلم وننتصر له ليرتفع معاشه الذي بات لا يسد رمقه ورمق أولاده . اليس من حق المعلم ان يبحث عن الحد الأدنى من العيش الكريم . اليس ظلما وتحقيرا للمعلم عندما يرى اسوء طالب كان عنده في الصف يتقاضى أجرة وراتب اضعاف مايتقاضاه هذا المعلم . اليس ظلما ان يكون ذلك الشاب الذي لم يقدم لهذا الوطن ما مقداره 1% مما قدمه المعلم طوال مشوار حياته يتحصل على راتب اضعاف مايتحصل عليه المعلم . بالمعلم لا يطالب بإيقاف رواتب هؤلاء ولكنه يدعوا الله ان يهديهم ويغلب شأنهم ووفقهم في بناء مستقبلهم ويتمنى لهم ان لا يحتاجون الا لله وان تكفيهم رواتبهم وتزيد. انه المعلم يا سادة الذي لولاه بعد الله لما وصلتم الى ما انتم فيه اليوم. لولا المعلم لما كان هناك الطبيب ولا المحامي ولا الإعلامي ولا السياسي ولا المهندس ولا الطيار ولا القائد العسكري ولا الرئيس ولا الحكومة ولا السفير ولا الوزير ولا ولا .... عار عليكم جميعا ان لا تناصروا المعلم في مطالبه برفع راتبه الذي لا يساوي قيمة حبة قات مما تمضغونه في اليوم الواحد . رفقا بالمعلم وناصروه وناضلوا معه لينال أبسط حقوقه وتألموا لألمه وفاقته فإنه يتألم لألمكم وحاجتكم .يا وزير ويا دولة رئيس الحكومة ويا رئيس الجمهورية لولا المعلم لما أصبحت اليوم ولاة أمرنا والآمرون الناهون للبلادوالعباد . وواجب عليكم إكرام المعلم ورفع مستوى معيشته والاستجابة السريعة لمطالبه . ليستمر في عطاءه ان كنتم صادقين في نواياهم بأن يتعلم الأطفال وبناء الدولة . دولة العدل والمساواة والكرامة . فلا تهدروا كرامة المعلم فإن النتيجة زوالكم وزوال دولتكم ونظامكم فالدولة التي لا تحترم المعلم لا تستحق البقاء ولن نعيش طويلا . والله من وراء القصد .