عندما انتهاء مؤتمر الحوار الوطني وخرج بوثيقة تتضمن بناء دولة اتحادية تنهي عقدة استمرار الصراعات في اليمن اجريت بحث متكامل واطلعت على وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل وتأكد لي اننا قادمون على مرحلة تاريخية ستشهدها اليمن واستغربت من قبول القوى السياسية المتصارعة ببنود مخرجات الحوار وتساءلت حينها هل نحن بالفعل قادمون على هذا المشروع الكبير في تلك الفترة كانت اليمن تمضي نحو مستقبل مزهر بالعطاء والتقدم والمساواة والسلام الدائم وبالمقابل كان لا يزال الشعور بالخوف من المجهول حاضر وبقوة فمشروع بهذا الحجم يطبق في اليمن التي تعاني من الصراعات السياسية منذ عقود من الزمن بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها التي لا تقدر بثمن لن يتم الا بضوء اخضر من قوى العالمية كنا نقترب شيء فشيء نحو انجاز المشروع الكبير وكل ما اقتربنا خطوة اقترب الخطر خطوة مماثلة وفي عام 2014 / م بالتحديد بدأت تفوح رائحة المؤامرات وبدأت قوى الشر بالتحالف مع بعضها ضد هادي الذي كان يبذل قصار جهده لإنجاز مشروع الدولة الاتحادية والاستفتاء على مسودة الدستور واجراء انتخابات رئاسية مبكرة لكن مع الاسف كانت القوى المعادية لهادي ومشروعه اسرع بكثير وبين غمضة عين وانتباهتها سقطت معسكرات الدولة في صعدة وعمران وصولا إلى العاصمة صنعاء وبدأت الضغوط تحاصر هادي من كل حدب وصوب وكان الرئيس هادي بقدر الامكان يتجنب التصادم مع تلك القوى ويريد احلال السلام ولو لفترة قصيرة لكي يستكمل مشروعه ومع الاسف وصل الامر إلى محاصرة منزله وفرض عليه الاقامة الجبرية والانقلاب عليه واعلان الحرب على كل تم انجازه في مشروع الدولة الاتحادية ولو تساءلنا جميعا لماذا تحالف صالح مع الحوثي وكيف اصبح الحوثي قوة في فترة قصيرة لوجدنا ان مشروع هادي كان يشكل خطر كبير على القوى المتربصة باليمن وفرصة لن تعوض ولكن الأمل لا يزال باقي في حال توحد الشعب اليمني ووقف صفا واحد مع هذا المشروع الكبير ربما نصل إلى بر الأمان ولا يوجد مستحيل في هذه الحياة