علينا اليوم نحن اليمانيين أن نفخر بما أنجزناه وكل خطوة نخطوها تبعدنا عن الصراع والحروب والمتارس يعد إنجاز أشد من بناء الجسور وشق الطرقات وذالك لأن بناء الثقة والعمل وفق شراكة وطنية يعد منجز كبير يحسب لكل أعضاء مؤتمر الحوار ولكل أبناء اليمن. وكم إنتظر الشعب اليمني هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحاضر للأنتقال مباشرة لبناء مستقبل جديد بعيدا عن الماضي القريب والبعيد والذي ورث لنا تركة مهترئة كل أملاكه حروب وفقر ومصائب وانقسام في النسيج الإجتماعي ونعرات طائفية وقبلية وما توصلنا إليه اليوم إلا دليل على رفض الماضي جملة وتفصيلا لنستشرف المستقبل وكلنا أمل وثقة أن القادم أفضل بإذن الله لقد مرت اليمن بمراحل خطيرة جدا لكنها لم تفقد الحكمة والرجال الوطنيين والمخلصين فكانوا على مختلف المراحل عدة للبناء وعامل مساعد للنهوض من جديد وكان الشباب روحها الوثابة وقلبها النابض وكم ضحى هذا الشعب في الشمال والجنوب من مطلع 2011م ومع أول شرارة ثورة فبراير التي أشعلها الشباب وقبلها الحراك السلمي في الجنوب وفي كل مرحلة لم يبخل أبناء هذا الشعب أن يقدم تضحياته وقدمت الدماء الطاهرة وبعدها قدم الوطن ثلة من قيادته ورجاله المخلصين من أبناء القوات المسلحة والأمن عندما كانوا يؤدون واجبهم الوطني حينها كانت آلة التخريب تعمل ليل نهار من قبل المتضررين من التغيير لم يرحموا يومها الوطن ولا تركوا لهذا الشعب الصابر أن يشق طريقه نحوا المستقبل بل راحوا يسكبون كل مافي جعبهم من قذارة وحقارة وحقد تارة بفتح جبهات للقتال ومواجهة أبناء الشعب المطالبين بالتغيير وتارة بإعاقة الحوار وتارة بضرب موارد البلاد وتارة بمحاولات جر البلاد إلا أتون صراعات طائفية ومذهبية وتارة بإستهدف القوات المسلحة والأمن في محاولة منهم لإنهاكها وإدخالها حالة غيبوبة ولاتزال رهانتهم وآلتهم التخريبية تعبث بهذا الوطن وإلى هذه اللحظة ، وكل هذا ليتسنى لهم تمرير مشاريعهم الصغيرة على حساب المشروع الوطني الكبير وإعاقة عجلة التغيير . لم يتسنى لهم ذالك بفضل الله وبصبر هذا الشعب وتضحياته إستطاع أن يخرج من دائرة القتال والمتارس إلى ميدان الحوار والتوافق والأصطفاف الوطني واستطاع ان يتحمل كل الاستفزازات من القوى المتضررة من التغيير وفعلا نجح المشروع الوطني بكتابة عقد إجتماعي ووثيقة مخرجات نهائية لبناء اليمن الجديد وها نحن على أعتاب بناء الدولة اليمنية الإتحادية بأقاليم متعددة وكل هذا من أجل التخلص من فساد المركزية والخروج من حالة الأحتقان السياسي في البلد. وكما تحاور الجميع لابد أن ينتقل الجميع لبناء الدولة وفق وثيقة المخرجات المتوافق عليها . نريد دولة قوية يلتف حولها الجميع لتحمي الجميع ويعيش فيها الجميع وتفرض النظام على الجميع وأي تحشيد طائفي أو مذهبي أو قبلي أو جهوي يجب أن يزول سريعا وهذه مهمة الدولة عليها إعادة الجميع للصف الوطني الكل متساوي أمام النظام والقانون وبهذا نكون قد سلمنا من أي منحدر طائفي أو حروب قبلية يسوقنا إليه قسرا بعض المرضى ونكون قد فوتنا على قوى الشر إفشال المشروع الوطني المتوافق عليه في مؤتمر الحوار. وبالمناسبة أمامنا مرحلة تحتاج منا مزيد من الوفاق الوطني والعمل المشترك لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهذه تحتاج مزيد من الوعي وكل يوم نقترب فيه من تنفيذ مخرجات الحوار تتلاشى تدريجيا المشاريع الصغيرة والهدامة وتذوب حتما كل المؤامرات ضد الوطن . إن لحظة قيام الدولة كفيلة بإزالة كل العوائق العالقة على السطح والتي قد تبدوا صعبة حاليا ،ونقول لمن يعيشون خارج الزمن وعلى حلم الماضي أن الوطن الذي يتشكل معالمه اليوم سيكون للجميع ، وأن شعبا تجاوز أصعب المنعطفات الخطيرة سيتجاوز مستقبلا كل المطبات والعوائق التي تقف أمامه.