الوطن والشعب يمضيان بمؤتمر الحوار الوطني إلى النجاح شاء من شاء وأبى من أبى.. ولن ينال العابثون والمضمرون الحقد على الشعب غير الخسران المبين.. وعض أناملهم غيظاً وكمداً وحسرة..النجاح والتوافق هما أبرز الخطوط العريضة للمأثرة الوطنية التي تصاغ اليوم في صنعاء الحضارة والتاريخ.. على أيدي رجال وطنيين مخلصين مؤمنين بأن لا مخرج للبلاد من وهداتها وأزماتها إلاَّ بالحوار الوطني ومخرجاته التي تقول عناوينها الرئيسة أن لا استقواء لأحد على أحد، ولا إقصاء ولا تهميش، والتي تؤكد على بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على النظام والقانون والدستور، وعلى المواطنة المتساوية وعلى الشراكة الوطنية..وأهداف عظيمة كهذه.. وعمل مبارك كعمل مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر أكبر وأهم تظاهرة وطنية يمنية إقليمية دولية، في تاريخ اليمن، وفي تاريخ المنطقة بكاملها.. يتوجب أن تتعاضد من أجل إنجازه ونجاحه كل القوى الوطنية وكل الفعاليات والاتجاهات، وأن تتجه كل الجهود الخيرة نحو تجذير مفاهيمه وضمان نجاحاته وإنجازاته.. لأنه ثمرة مباركة لمساعي الخير للنفوس النظيفة المحبة لنماء وسلام واستقرار اليمن .. ووجبت الإشارة الواضحة هنا أن هذه المساعي القوية لم تعد رغبة وطموح وهدف لليمنيين كافة.. وإنما أصبحت مطلب شراكة أكيدة مع محيطنا الإقليمي وامتدادنا الدولي، وأن العالم أصبح معنياً بترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في اليمن.. وما أجدر بنا نحن أبناء هذه الأرض الطيبة أن نكون أحرص على أمننا واستقرارنا، وعلى السمو والتسامي فوق الصغائر والمقاصد ضيقة الأفق.. ومحدودة الرؤية.. أما كان أجدر بنا ونحن شعب الإيمان والحكمة أن تتشابك أيدينا مع بعضنا من أجل يمن معافى وآمن ومستقر.. بدلاً من أن تشتبك تطلعاتنا الجامحة الأنانية، وتدفعنا إلى أن نبطن ونضمر كل ذلك الحقد والضغينة لنعيق الحوار، ونفسد مناخاته بالصراعات وبإثارة المشكلات وافتعالها، ولنا أن نتساءل بصدق كيف يتسنى لمن يحسبون أنفسهم أنهم أبناء هذا الوطن، وأنهم من أرومة هذا الشعب أن يزرعوا فيه ألغاماً ناسفة للحوار الوطني، وهم يدركون تمام الإدراك أنه جسرنا جميعاً للعبور الآمن نحو المستقبل نحو السلام.. نحو الوفاق مع أنفسنا ومع العالم أجمع .. أمايجدر بنا وقد قبلنا جميعاً وتوافقنا على أن يكون لقاؤنا وحوارنا أكبر من المصالح الحزبية والشخصية والجهوية والقبلية والمذهبية .. أما يجدر أن يكون كل همنا هو بناء اليمن واستقراره وأمنه وأمانه.. وأن نحتكم لمخرجات الحوار الوطني، وأن نشمر السواعد ونشحذ الهمم لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .. الآن حصص الحق وتوثق البرهان أن لا رجعة لما سلف من أعمال ومن أنماط إدارة وحكم.. وتأكدالموقف أن لا مخرج إلاَّ بالحوار ومخرجاته.. ومن يظن مجرد الظن أنه قادر على حرف المسار الجارف للتاريخ، تاريخ البناء الحقيقي والتغيير فإنما يحرث في البحر.. وأنه جامع ريش منفوش في مناخ عاصف .. ثقوا أن اليمن تتجه نحو اختيارها الاستراتيجي دولة المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية.. دولة الحكم الرشيد، وما عدا هذه الرؤية هو مجرد أضغاث أحلام.. وهستيريا تسير نحو الأفوال والذهاب إلى مجاهل التاريخ .